هل اقترب الاقتصاد الفلسطيني من الإغلاق مرة أخرى

 يتبادر إلى ذهن الفلسطيني اليوم سؤال رئيسي وهو: هل اقترب الاقتصاد الفلسطيني من الإغلاق مرة أخرى ؟

ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال المصيري، فإنه لابد من وضع الإجابة مقترنة بالأسباب والقرائن الكافية للوصول إلى إجابة واضحة ومقنعة.

من ينظر الى الشارع الفلسطيني سواء في الضفة وغزة او في الداخل يكاد لا يصدق ردة فعل الحكومة او المجتمع اتجاه المرض..

فبينما كانت اصابة افراد واعداد محدودة بالفايروس تسبب تمديد الاغلاق ايام او حتى اسابيع ..

فإننا اليوم نواجه مئات من الاصابات يوميا وتستمر الحياة كالمعتاد…

لقد تم تسجيل ما يقارب 3500 حالة بالداخل في يوم واحد فقط، وأقصى ما تم اتخاذه من قبل الاحتلال هو اغلاق ليلي ليس اكثر ولمناطق محدودة…

أما اليوم فإنه تم تسجيل ٧١٨ إصابة ولا تكاد تسمع او تجد احد يتحدث عن الاغلاق…


أنصحك بالإطلاع على مقالة بعنوان: “الاقتصاد الفلسطيني: حصيلة الوباء وإشارات خطيرة

والسؤال المطروح الآن بعد هذه المقدمة: لماذا لا يمكن فرض الإغلاق من جديد؟

فيما يلي عرض لبعض النقاط المهمة والمحورية والتي تقف وراء عدم القدرة على فرض الإغلاق من جديد، وهي:

١_أثبت الاغلاق عدم فعاليته كوسيلة ناجحة سواء محليا او دوليا..

٢_ استنفذت الحكومات معظم ادواتها وارصدتها لدعم الاقتصاد وتغطية الفجوة التمويله..

٣_على المستوى المحلي يوجد شريحة كبيرة من عمال الداخل تعمل في اقتصاد لا يخضع لاشراف السلطة..

هذا فضلا عن اهمية استمرار عمل هذه الشريحة حيث تمد الاقتصاد الفلسطيني بما يقارب مليار شيكل شهريا…

وبالنتيجة لهذه النقطة فإن حركة هذه الشريحة ذهابا وايابا ستمنع نجاح اي اغلاق..

٤_ التضحية بالمستقبل العلمي لاكثر من مليون ونصف طالب ..هي تضحية مؤلمه تفوق اصابة البعض بانفلونزا الكورونا…

٥_الاقتصاد الفلسطيني يعيش ازمة خانقة لا تملك السلطة اي قدرة على مساندته في ظل دين حكومي يتجاوز ثلاثة مليارات دولار وعدم توفر احتياطيات نقدية..

٦_ الاغلاق المستمر والمتتابع استنزف الكثير من مدخرات المواطنين والذين لم يحصلوا على اي تعويض من اي جهة مقابل ذلك.

٧_ فقد الكثير من العاملين وظائفهم وتزايدت نسب البطالة لتتصدر العالم بامتياز..

هذا فضلا عن ان شريحة كبيرة من القوى العاملة تحصل على نصف راتب وتحاصر بالتزامات مالية قاسية..

٨_الخوف من المرض والرهبة من الاصابة تداعت كثيرا ولم يعد يأبه لها البشر عامة مما يعني صعوبة السيطرة على حركة المجتمع في حال الاغلاق واكبر مثال كان اخر اغلاق .

٩_ دخول الاقتصاد الفلسطيني الى مرحلة جديده من التعافي والخروج التدريجي من الازمة، وإن اي اغلاق يعني السير عكس المصلحة والاتجاه الايجابي للاقتصاد.

١٠_عدم اكتراث المجتمع الدولي بالازمة الاقتصادية الفلسطينية وعدم المساهمة الفعلية في تمويل الاقتصاد ..حتى انه لم يتدخل مباشرة في حل ازمة المقاصة والتي هي اصلا اموال فلسطينية..

١١_ان اغلاق الاقتصاد سيؤدي الى مزيد من تعقد الاحوال الاجتماعية والنفسية للكثير من أبناء الشعب الفلسطيني.

وهذا سيكون له تبعات سلبية قاسية على المجتمع تفوق بمرات ما قد يتركه المرض من اثار…

لا اعتقد من الحكمة الاقتصادية في هذه المرحلة الحساسة ان يتم اغلاق الاقتصاد لساعة واحدة او حتى التلويح بذلك..

هذه كانت إجابة السؤال الرئيسي اليوم: هل اقترب الاقتصاد الفلسطيني من الإغلاق مرة أخرى

الدكتور شادي حمد حاصل على شهادة الدكتوراه في المالية من ماليزيا يعمل في مجال الاستشارات المالية والتدقيق الداخلي منذ اكثر من 15 عام. معتمد دوليا في مجال التدريب في المجالات المالية والضريبية. خبرة 21 عام في التدريب المحاسبي والمالي والرقابي. حاصل على عدة شهادات مهنية وعضو مجلس ادارة في المجمع الدولي للمحاسبين العرب. محاضر غير متفرغ في جامعة بيرزيت. عمل سابقا في شركة PWC Director كخبير في المجال الضريبي. خبير في المجال الاحصائي وباحث تمكن من النشر في عدة مجلات دولية. مستشار مالي لعدة شركات محلية ودولية. تجربة مميزة في اعداد دراسات الجدوى والمشاريع الاقتصادية.