الصين تحول نموها الاقتصادي إلى قوة عسكرية

إشارات تحذيرية من أن الصين تحول نموها الاقتصادي إلى قوة عسكرية

يشير بعض المحللين الاقتصاديين والاستراتيجيين إلى خطورة تحويل الصين قوتها الاقتصادية إلى قوة عسكرية ومدى تأثير ذلك على البيئة الاستثمارية في الصين.

وهذا ما بدأ جوناثان وارد فيه حديثه، وهو مؤسس الشركة الاستشارية الشهيرة  Atlas organization.

كما أشار إلى الشركات التكنولوجية والعاملة في مجال الفضاء ومدى دعم الحكومة والجيش الأمريكي لها.

في إشارة لشركة هواوي التكنولوجية، ونوه إلى صعوبة معرفة مدى استقلالية هذه الشركات أو معرفة حجم السيطرة الفعلية للحكومة الصينية عليها.

الصين تحول نموها الاقتصادي إلى قوة عسكرية

نعم! تريد الصين جيشًا قويًا

وصرح جوناثان عن نمو القوة العسكرية للصين بالعبارات المقتضبة التالية:

“لقد نما الإنفاق الدفاعي الصيني وأصبح أكبر من جميع جيرانها الإقليميين مجتمعين.”

“بل إن قواتها البحرية والجوية والصاروخية من بين أكبر القوات في العالم.”

“في عام 2019 ، أعلنت جمهورية الصين الشعبية أن ميزانيتها العسكرية السنوية ستزيد بنسبة 6.2٪ ، وتستمر أكثر من 20 عامًا من الزيادات السنوية في الإنفاق الدفاعي وتحافظ على مكانتها كثاني أكبر إنفاق عسكري في العالم”

استعراض الرئيس الصيني لجيش التحرير الشعبي الصيني

حرص الجانب الصيني الرسمي على قوته العسكرية:

أما عن الجانب الصيني فيُذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ في الذكرى السنوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني صرح قائلا:

“نحن أقرب من أي وقت مضى من تحقيق تجديد شباب الأمة الصينية ، ونحن بحاجة إلى بناء جيش أقوى من أي وقت مضى في التاريخ”

وقال شي:

“يجب أن ينظر جيشنا إلى القدرة القتالية كمعيار للوفاء به في جميع أعماله والتركيز على كيفية الفوز عندما يتم استدعاؤها”.

كما أنه ولطالما اعتبر الرئيسي الصيني أن الولايات المتحدة الأمريكية هي سبب الاضطرابات الإقليمية، والمنتهك للنظام الدولي.

وقد تكون أكبر المعضلات الحالية هو توجه الشركات الأمريكية والعملاقة منها إلى السوق الصيني، وهو ما تعتبره أمريكا محاولة لاختراق صيني في المجال الاقتصادي، وهذا ما يعتبر سببا رئيسيا في إصرار الحكومات الأمريكية من عدم جعل انتقال شركاتها انتقالا سهلا دونما ضوابط صارمة ومتوافقة مع الإرادة والتوجه الأمريكي.

هواوي والشركات الصينية ومعضلة السيطرة الحكومية

من سيفوز: أمريكا أم الصين؟!

أما عن تحديد من سيفوز بين هذين البلدين، فقد أجاب كيشور محبوباني من معهد آسيا للأبحاث في جامعة سنغافورة قائلا:

“إن أهم عامل في حسم الموقف بين البلدين، سيكون معتدما على كيفية استجابة الدول الأخرى وتعاطيها مع البلدين.”

وقد استرشد محبوباني بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي سابقا وأمريكا، وكيف كان لأمريكا حلفاء أكبر بكثير.

وهذا هو الأمر المختلف هذه المرة، فالصين لديها حلفاء استراتيجيين واقتصاديين غير مهتمين بالانضمام للمعسكر الأمريكي ضد الصين.

إن الحديث عن أن الصين تحول نموها الاقتصادي إلى قوة عسكرية قد يعتبر عائقا كبيرا أمام الشركات الأمريكية للدخول إلى أكثر الأسواق جاذبية، وفي نفس الوقت قد يعتبر عائقا أمام الشركات الصينية في التقدم أكثر بسبب تخوف العالم بأسره من نمو عسكري صيني غير مرغوب فيه خاصة في خارج القارة الآسيوية.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية