الصين تنهي عام 2020 بأمر قد تعتبره أمريكا تهديدا صريحا

أعلنت الصين عن نجاح مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، بشأن صفقة استثمارية مهمة وواعدة، وذلك قبل أيام من تولي بايدن لمنصبه.

حيث أعلنت المفوضية الأوروبية والصين في وقت متأخر من يوم الأربعاء، عن الانتهاء من محادثات حول “اتفاقية شاملة بشأن الاستثمار“.

وقال الطرفان بأن هذه الاتفاقية ستمنح الشركات في كل منطقة المزيد من الإمكانية للوصول إلى السوق الأخرى.

وهو ما وجدته بعض الأطراف خطورة على العلاقة الصينية الأمريكية، ومدّا في عمر التوترات التجارية والتمويلية والتكنولوجية.

كما رأى المحللون بأن الصين حرصت على تسريع الخُطى لإنجاز هذه الاتفاقية قبل تولي بايدن لمنصبه لسبب مهم جدا.

حيث يتوقع المتابعون بأن يقوم بايدن بعد توليه منصبه، بحشد دعم حلفاء أمريكا التقليديين للضغط على الصين، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي.

تعليق الجانب الأوروبي والصيني على الاتفاقية:

أشارت أحد المصادر الأوروبية في غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، إلى أن الإسراع في توقيع هذه الصفقة، جاء رغبةً في إنهاء الاتفاق قبل نهاية ولاية ميريكل كمسشارة لألمانيا عام 2021.

وأشادت هذه المصادر بموقف الصين، وموافقتها على حظر “الممارسات المشوهة” كما كان يصفها الجانب الأوروبي، وأهمها مسألة النقل القسري للتكنولوجيا.

والمقصود بالنقل القسري للتكنولوجيا هو ما كانت تمارسه الصين من ضغوط على الشركات لتسليم التكنولوجيا المملوكة لها مقابل الوصول إلى السوق الصينية.

كما أشاد المجلس الأوروبي بخطوات الصين قائلا عبر بيان صادر عنه:

“التزمت الصين بمستوى غير مسبوق من تمكين المستثمرين في الاتحاد الأوروبي للوصول إلى أسواقها، وهو ما يمنح الشركات الأوروبية اليقين والقدرة على التنبؤ لعملياتها”.

كما أكد الجانب الصيني على اتفاق أطراف هذه الصفقة على حل العديد من القضايا الخلافية، والتي أثارتها أمريكا سابقا.

فيما نفى الجانب الصيني مسألة تهديد هذه الاتفاقية للعلاقة التجارية مع أمريكا في المستقبل القريب.

وقد اتضح ذلك جليا من خلال المؤتر الصحفي الذي عقده المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية قاو فنغ، وذلك حينما قال:

“إن هذه الصفقة يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق لاستعادة العلاقات التجارية الطبيعية مع الولايات المتحدة، في ظل ظروف معينة.”

إن تسريع الصين خطواتها نحو عقد الاتفاقيات مع مختلف الأطراف، يعكس فكرا صينيا استراتيجيا جديدا؛

حيث يجد المحللون بأن بكين تحاول توسيع قاعدة اتفاقياتها وتنويع شركائها التجاريين استعدادا للنهج الأمريكي الجديد في عهد بايدن.

ويمكن التدليل على هذا الاهتمام بتوسيع قاعدة الاتفاقيات من خلال حديث قاو فنغ نفسه حينما قال:

“إن الصين تسعى لعقد اتفاقية تجارية جديدة مع اليابان وكوريا الجنوبية، إضافة إلى تعميق الاتفاقيات الحالية مع دول مثل سنغافورة وتشيلي ونيوزيلندا.”

فيما أكد الجانب الأوروبي على أن هذه الاتفاقية جاءت بصفة ثنائية للصالح العالمي، ولا تعتبر أبدا صفقة ضد أمريكا.

حيث قال يورج ووتكي ، رئيس غرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي في الصين:

“إن هذه الاتفاقية ستزيد من الانفتاح في صناعات مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والتمويل.”

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاتفاقية حول الاستثمار بين الاتحاد والصين بحاجة إلى ترجمة ومراجعة قبل التوقيع عليها.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية