تطبيق Tik Tok وحرب أمريكا: القصة بإيجاز

أصبحت أخبار تطبيق Tik Tok وحرب أمريكا ضده، مَثَارَ الضجة الإعلامية والأخبار العاجلة مؤخرا.

وفيما يلي محاولةٌ لتوضيح الأسباب الكامنة وراء هذه الحرب من خلال عرضٍ موجز وسريع لواقع وحجم هذا التطبيق.

ويمكننا استخدام الحديث عن سباق الشركات الأمريكية -للاستحواذ على أعمال التطبيق في الولايات المتحدة- كمؤشرٍ على أهميته.

حيث تتسابق الشركات الأمريكية الضخمة على الاستحواذ على أعمال Tik Tok في الولايات المتحدة الأمريكية، كان آخرها دخول شركة Oracle في هذا السباق الذي دخلته Microsoft.

مؤسس شركة bytdance أمام مقر الشركة الرئيسي في الصين
مؤسس شركة bytdance أمام مقر الشركة الرئيسي في الصين

ما هو تطبيق Tik Tok وكيف بدأ؟ وما هي نقطة التحول لديه؟

تطبيق Tik Tok هو عبارة عن شبكة صينية انطلقت في العام 2016،  تتخذ طابع الشبكة الاجتماعية، بحيث تختص في إنشاء مقاطع الفيديو الموسيقية القصيرة جدا.

وقد أسس هذه الشبكة الصيني “تشانغ يي مينغ” صاحب ال37 عاما من عمره (وهو تاسع أغنى رجل في الصين بأكثر من 22 مليار دولار).

وقد قام تشانغ بتأسيس شركة ByteDance عام 2013، والتي باشرت أعمالها بتطبيق الأخبار Toutiao ثم من خلال تطبيق Douyin والذي تحول اسمها لاحقا ليصبح TikTok.

وقد ارتفعت القيمة السوقية لشركة BytDance  إلى أكثر من 78 مليار دولار في العام 2019، لتصبح بذلك الشركة الناشئة الأكثر قيمة في العالم، وذلك بفضل جولة استثمارية بقيادة Softbank مدعومة بالنتائج والشعبية الخاصة بتطبيقها الأكثر شهرة Tik Tok.

حينما بدأ تطبيق Tik Tok أعماله كان تحت مُسمى A.me ثم تحول لإسم Douyin نهاية 2016، ثم تغير الاسم عام 2017 ليصبح Tik Tok.

كانت أهم نقلة في حياة هذا التطبيق هي دمجه مع تطبيق Musical.ly وهو التطبيق الذي تم إنشاؤه عام 2014 والمشابه لآلية عمل tik tok.

ومع هذه الخطوة التي قامت بها ByteDance استطاعت اختراق العالم بشكل كبير، خاصة وأنها استحوذت على تطبيق Musical.ly والذي يملك أكثر من 100 مليون مستخدم أساسا.

تطبيق musical.ly الذي تم دمجه مع تطبيق tik tok عام 2018

تطبيق Tik Tok وحرب أمريكا

لتفسير الحرب التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم على هذا التطبيق، فإنه لابد من التعرف على بعض المؤشرات المهمة حول هذا التطبيق ونشأته وبعض الإحصائيات الأخرى، وفيما يلي أهم هذه المؤشرات كما ورد في موقع businessofapps:

  • تم تحميل هذا التطبيق فقط عام 2019 أكثر من 738 مليون مرة.

  • إجمالي تحميل التطبيق 1.5 مليار مرة.

  • هو سابع أكثر تطبيق يتم تحميله خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

  • تمثل الصين ثمانية دقائق من اصل عشرة دقائق يتم عرضها على هذا التطبيق.

  • يقدر متوسط ​​الوقت اليومي على TikTok بـ 45 دقيقة عالميا.

  • يفتح المستخدمون في الولايات المتحدة TikTok بمعدل ثماني مرات في اليوم ، بمتوسط ​​أقل من 5 دقائق.

  • وصلت عائدات TikTok 2019 إلى 176.9 مليون دولار (باستثناء الإيرادات الصينية)

  • تسيطر ByteDance على 23٪ من سوق التطبيقات الرقمية الصينية

  • يعتبر تطبيق Tik Tok التطبيق السابع في أكثر التطبيقات تحميلا في منتصف العام الحالي، متخطيا Twitter صاحب المركز الثالث عشر.

تطبيق Tik Tok وحرب أمريكا مؤشرات للتوضيح
في المركز السابع: تطبيق Tik Tok وحرب أمريكا مؤشرات للتوضيح
عدد مرات تحمل التطبيق بشكل ربعي منذ انطلاقته

وفيما سبق بعض النقاط التي تفسر المشاكل القانونية التي يخوضها التطبيق وشركته مع الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث تعتبر شركة Byte Dance الشركة الصينية الجديدة التي تُضاف إلى الحرب الباردة بين الصين وأمريكا بعد هواوي.

وقد وقع الرئيس الأمريكي الأمريكي ترامب أمرا تنفيذيا يحظر التعامل مع الشركة الأم لتطبيق تيك توك من قبل المواطنين الأمريكيين.

ثم ليعطي شركة BytDance مهلة لا تزيد عن الثلاثة شهور لتصفية أعمالها في أمريكا وبيعها لشركة أمريكية.

وقد كانت المبررات في ذلك أن هذا التطبيق يشكل خطرا قوميا على بيانات المواطن الأمريكي واختراقا لخصوصيته.

وقد تذرع الرئيس الأمريكي بحجم الشركة، ومدى اتصالها بالتطبيقات الرقمية الصينية التي يتهمها بمحاولة اختراق خصوصية الأمريكيين لصالح الحكومة الصينية.

أما عن الأمر الآخر الخفي فيتعلق بما أعلنته شركة Bytdance خلال جائحة كورونا وتحديدا بعد شهر ابريل الماضي.

حيث تم الإعلان عن نية Tik Tok دخول عالم التعليم الالكتروني، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الإقبال عليه بشكل عالمي أوسع وأكثر رسمية مما يتيح دخول شرائح أوسع وأكثر تنوعا، وهو ما تخشاه الشركات التكنولوجية الأمريكية من جانب، وما تخشاه الولايات المتحدة من جانب آخر على صعيد البيانات العالمية وقدرة الوصول الصيني إليها، خاصة في ظل حرب التفوق التكنولوجي التي تخوضها كلٌ من أمريكا والصين.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية