ما دور ألمانيا تجاه قيادة الاتحاد الأوروبي؟

منذ اندلاع الوباء الحالي، تمت ملاحظة دور ألمانيا تجاه قيادة الاتحاد الاوروبي، أو لجوء الجميع للحكمة الألمانية.

وتتمثل الحكمة الألمانية بالهدوء والتريّث ودراسة الموقف، حيث لم تكن من المبادرين في حزم التحفيز المالية منذ البداية. 

وذلك بخلاف الكثير من الدول الكُبرى وعلى رأسهم أمريكا، على الرغم من الاعتراف الألماني بالإصابات والوفيات جرّاء كورونا منذ البداية.

وتحتل ألمانيا المركز الثامن عشر كأكثر الدول المصابة بالفايروس وبعدد إصابات تجاوز 200 ألف حالة، وأكثر من 9 آلاف وفاة.

إلا أنها أيضا سجلت نسبة شفاء مميزة تصل إلى 93% كحالات شفاء مؤكدة، وهو ما يُعبر عن منظومة صحية لائقة.

أما عن الدور الألماني على الصعيد الاقتصادي، فيتمثل بجهود ودور مستشارته السيدة أنجيلا ميريكيل.

حيث تدور الأنظار منذ عقود حول هذه المرأة الفولاذية، والتي تجمع في ثنايا شخصيتها العديد من المحاور المهمة.

فعلى صعيد القيادة؛ فإن ميريكل تحظى بشعبية جيدة من قبل الشعب الألماني، وإن تراجعت أو تأرجحت في بعض الأوقات.

وقد تكون بعض الدماء قد عادت إلى هذه الشعبة بعد إشادةالعديد من وسائل الإعلام بالمصداقية المُتبعة مع الشعب من البداية.

وحينما قامت ألمانيا مدفوعة بمبادرة ميركل في إعداد خطة التحفيز الاقتصادية، أشاد الكثيرون بهذه الخطة، لما لها من بُعد نظرٍ واستشراف ما بعد كورونا.

بل إن ألمانيا الصناعية ناشدت منذ سنوات مراراً وتكرارا بأهمية التوجه نحو الاقتصاد الأخضر، إلى جانب الاهتمام بالطاقة البديلة المستدامة.

بل إن الكثير من الأطراف وعلى رأسهم الدول الأوروبية وجدوا في حزمة التحفيز الألمانية، صورة مُثلى لمختلف حزم التحفيز العالمية.

ما هو دور ألمانيا تجاه قيادة الاتحاد الاوروبي ؟

ما دفعني لتأجيل كتابة هذه المقال منذ فترة والإجابةعلى هذا السؤال، هو انتظار نتائج قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة.

حيث توجهت الأنظار منذ شهورإلى مبادرة كلٍ من فرنسا وألمانيا في إنشاء صندوق التعافي الأوروبي.

وهي المبادرة التي أنظر إليها كمحاولة لإعادة إحياء الثقة بالاتحاد الأوروبي بعد الهزات العنيفة التي تعرض لها والتي كان آخرها خروج بريطانيا بصورة مشوشة وغير واضحة.

وعلى الرغم من أن المبادرة جاءت بشكل ثنائي، إلا أن الأنظار كانت تتشدق حول الطرف الألماني، وما يخرج عنه من تصريحات.

وقد عَمَدَت ألمانيا في التعامل مع الرأي الأوروبي، بناء على نفس الآلية التي استخدمتها في التعامل مع شعبها.

وأقصد آلية خلق الثقة بين الشعب والحكومات، من خلال الخروج بشكل دائم ومتواصل للحديث عن المستجدات حول ما يهم الشعب والمواطن الأوروبي، ألا وهو الاقتصاد والمال والصحة.

وها هي النتيجة وقد ظهرت اليوم بالخروج باتفاق أوروبي على صندوق تعافٍ بقيمة 750 مليار دولار أمريكي.

وقد اعتلى الجانب الألماني صدارة المشهد الاقتصادي بعد هذا الاتفاق، وتحملقت الأنظار حول تصريحاته بشأن هذا الصندوق.

وقد أشارت ميريكل بأن هذا الاتفاق يعكس قدرة الاتحاد على العمل والتعاون، في إشارة مُبطنة لأمرين اثنين:

الأولى تتعلق بنتائج الجهود الألمانية والتي خرجت بعد سباق مارثوني بنتيجة جيدة.

أما الأخرى فتتعلق بتوجيه إشارة للعالم بأسره بأن الاتحاد الأوروبي ما زال قادرا على تمثيل رقمٍ صعب ومهم كتكل واحد ومشترك.

وإن كانت هذه الإجابة عن دور ألمانيا تجاه قيادة الاتحاد الاوروبي حاليا، فإننا ما زلنا بحاجة للحديث عنه بشكل متواصل.

وذلك اعتمادا على معطيات الحزم التحفيزية وحزمة القرارات والنتائج الفعلية على أرض الواقع.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية