شركة Boeing أكثر من شركة طيران بكثير

يسمع الكثير منّا بشركة Boeing وينظر إليها الكثيرون على أنها شركة طيران ليس إلّا، وسأقدم لكم في التقرير التالي لمحة موجزة عن أن شركة Boeing أكثر من شركة طيران بكثير .


شركة Boeing أكثر من شركة طيران بكثير 

شركة Boeing هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات، تعمل على تصميم وتصنيع وبيع الطائرات والطائرات العمودية والصواريخ والأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات والصواريخ في جميع أنحاء العالم.

تأسست هذه الشركة على يد ويليام بوينج العامل في مجال الأخشاب في سياتل، في العام 1916.

وتعد الشركة الحالية نتاج اندماج Boeing مع McDonnell Douglas في العام 1997.

ويمكن اعتبار العام 1996 على أنه العام الذي عززت فيه الشركة مكانتها بشكل كبير، وذلك بسبب صفقة استحواذ.

حيث استحوذت الشركة على وحدات الفضاء والدفاع لشركة Rockwell International Corporation .

تعد الشركة رقما صعبا في عالم صناعة الطيران إلى جانب مجموعة Airbus Group المعروفة سابقًا باسم الشركة الأوروبية للدفاع الجوي والفضاء.

وليام بوينغ مؤسس الشركة العملاقة

مقر الشركة وأعمالها الرئيسية:

يقع المقر الرئيسي لشركة بوينج في شيكاغو ، إلينوي، بحيث تتكون الشركة من خمسة أقسام رئيسية:

  • طائرات بوينغ التجارية

  • بوينغ للدفاع والفضاء والأمن

  • الهندسة والعمليات والتكنولوجيا

  • بوينج كابيتال

  • مجموعة بوينج للخدمات المشتركة.

طائرة بوينغ 747-8 هي أطول طائرة ركاب تعمل حاليًا في العالم ، متجاوزة طائرة إيرباص

تقوم بوينج بتصنيع سبع عائلات متميزة من الطائرات التجارية ، والتي يتم تجميعها في منشأتين – رينتون وإيفريت – في ولاية واشنطن ومنشأة واحدة في كاليفورنيا.

أما على صعيد الأنشطة العسكرية للشركة فتقوم شركة Boeing بتصميم المركبات التالية:

  • تصميم وتصنيع ودعم الطائرات المقاتلة والقاذفات ووسائل النقل والمروحيات والصواريخ.

  • مقاتلات F-15 Eagle  F / A-18 Hornet و Super Hornet و AV-8 Harrier

  • طائرة C-17 Globemaster III

  • سلسلة طائرات الهليكوبتر الهجومية AH-64 Apache  

  • مروحية النقل CH-47 Chinook  

  • وطائرة أواكس (نظام الإنذار والتحكم المحمول جواً)

أضف إلى هذه الأنشطة قيام الشركة بتصنيع العديد من معدات السفر عبر الفضاء من مكوك ومسبارات وسيارات تنقل على الكواكب.

مركبة فضائية من صنع شركة بوينغ ومقاتلة شبح من تصميم وتصنيع الشركة الامريكية

سمعة الشركة المضطربة:

نالت الشركة العديد من المراكز المتقدمة في المجلة الشهيرة Fortune 500 كأكثر الشركات تميزا وإثارة للإعجاب.

خاصة وأن الشركة تدعم  شركات الطيران وعملاء الولايات المتحدة والحكومات الحليفة في أكثر من 150 دولة.

إلا أن الشركة وبسبب حادثين قاتلين ما بين الأعوام 2018-2019 عملت على إيقاف تصنيف الطائرة 737 max وهو ما أثر سلبا على سمعة الشركة.

أضف إلى ذلك أن الشركة تعاني في الأساس من سمعة غير جيدة على صعيد الحروب والتربح منها؛ وذلك حينما تم العثور على صواريخ بوينغ في حرب اليمن.

وللشركة أيضا سجل غير جيد مع الجهات المسؤولة عن مكافحة تلوث البيئة، خاصة وأن صناعة الطيران مسؤولة عن حوالي 11% من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من قطاع النقل في الولايات المتحدة.

طائرة max 737 التي أثرت سلبا على سمعة الشركة

تحاول الشركة ومنذ العام 2010 استخدام عدة أنواع من الوقود إضافة إلى محاولة استخدام الطاقة المتجددة.

إضافة إلى قرارها بضرورة استخدام المحرك الهجين الكهربائي والذي سيكون كفيلا بتقصير مسافة الإقلاع وتقليل الضوضاء.

دور الشركة في الحياة السياسية:

حينما نتحدث عن شركة بوينغ والسياسة، فإننا نلحظ أن للشركة علاقات حكومية كبيرة، الأمر الذي اضطرها إلى دفع 615 مليون دولار عام 2006 مقابل دعاوى تتعلق بالتوظيف غير القانوني لمسؤولين حكوميين.

ناهيك عن دورها في الانتخابات الأمريكية وما تنفقه من ملايين في الجولات الانتخابية.وهنا فإننا نتحدث عن شركة ضخمة ذات تواجد مهم جدا على صعيد صناعة الطيران، وعلى صعيد التدخل السياسي في الدولة.

شركة Boeing وكورونا:

اضطرت الشركة في ظل أحداث فايروس كورونا وتعطل السياحة والسفر إلى الاستغناء عن أكثر من اثنتي عشرة ألف وظيفة، كما وأعلنت عن تكبدها لخسائر فاقت ملياري دولار أمريكي.


أنصحك بالاطلاع على مقالة بعنوان “هل خسرت شركات الطيران بسبب كورونا أم أنها تدعي ذلك


وقد أعلنت الشركة عن انخفاض صافي الأرباح الخاص بها للربع الثاني من العام الحالي بنسبة 19% على اساس سنوي.

حيث صرحت الشركة عن تحقيق صافي ارباح بقيمة 2.376 مليار دولار فقط عن الربع الثاني.

ولكن الشركة وعلى أساس سنوي نجدها وقد تكبدت تراجعا شديدا في الأرباح بنسبة 157% ، وذلك بعد التعطل التام الذي أصابت السياحة لمدة وصلت إلى ستة اشهر.

وقد صرحت الشركة الأمريكية عن نيتها عن التخلص من العديد من الوظائف والمسميات إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه بسبب كورونا.

فما هي الأمور التي سيحملها المستقبل لهذه الشركة العملاقة؟ وهل سيصدر عن هذه الشركة قرارات تغير في استراتيجيتها على المدى المتوسط والطويل؟

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية