السبب وراء نهاية العصر الذهبي لألمانيا بعد رحيل أنجيلا ميركل المستشارة الالمانية

لقد كان تأثير ألمانيا ونفوذها في الشؤون الأوروبية – والعالمية – أمرًا لا جدال فيه خلال عهد أنجيلا ميركل المستشارة الالمانية ، وها هي اليوم تترك منصبها بعد 16 عاما من القيادة.

إلا أن العديد من الأوروبيين يجدون بأن العصر الذهبي للبلاد سينتهي بعد رحيلها، وذلك وفقا لأحد الاستطلاعات التي يجريها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في 12 دولة من الاتحاد الأوروبي وفقا لما جاء على صفحات CNBC.

وقد وجد الاستطلاع أن الأوروبيين ما زالوا ينظرون إلى ميركل كقوة موحدة، ويتوقعون أن تواصل ألمانيا توفير القيادة داخل الاتحاد الأوروبي.

كما رأى الاستطلاع أن هناك تشاؤما في الداخل والخارج بشأن مستقبل ألمانيا ما بعد ميركل.

فيما وجد الاستطلاع أن العديد من الأوروبيين ينظرون إلى ألمانيا على أنها قوة متدهورة ليس أكثر.

نتائج استطلاع رأي الألمان بعد رحيل أنجيلا ميركل المستشارة الالمانية :

  • ترى الأغلبية (نسبتهم 52٪) أن بلادهم قد تجاوزت عصرها الذهبي.

  • بينما قال (15٪) فقط من المستطلعين في ألمانيا أنهم يعتقدون أن بلادهم لا تزال في العصر الذهبي اليوم.

  • فيما تعتقد شريحة 9٪ من المستطلعين أن العصر الذهبي لألمانيا لم يأت بعد.

نتائج استطلاع رأي الأوروبيين:

أما على الصعيد الأوروبي، فقد قال ثلث الأوروبيين (نسبة 34٪) الذين شملهم الاستطلاع أن نجم ألمانيا يتلاشى.

بينما قال (21٪) أن المانيا تعيش في العصر الذهبي اليوم، فيما يعتقد (10٪) فقط أن هذه الفترة في المستقبل.

وتسلط البيانات الضوء على أمرين اثنين بمجرد مغادرة ميركل لمنصبها في 26 الشهر القادم، وهما:

  • حالة عدم اليقين في كل من ألمانيا وجيرانها بشأن مستقبل البلاد.

  • قيادتها الفعلية للاتحاد الأوروبي.

حيث يعتقد الكثيرون بأن ميركل ستترك فراغا سياسيا كبيرا على الصعيد الأوروبي، وسيحاول الرئيس الفرنسي محاولة سد بعض الشيء منه.

إلا أن النتائج تشير إلى صعوبة محاولات الرئيس الفرنسي ماكرون.

حيث صوت 41% من الأوروبيين لصالح ميركل، حينما تم تخييرهم بين ميركل وماكرون كرئيس للاتحاد الأوروبي.

بينما لم يحصل ماكرون سوى على 14% من إجمالي هذا الاستطلاع، مقابل 45% امتنعوا عن الإجابة.

بل إن الفرنسيين أنفسهم أجابوا على تصويتهم لميركل بنسبة 32% مقابل 20% لماكرون.

ما هو سبب تأييد ميركل وما هو سبب انتهاء عصر ألمانيا الذهبي بعدها؟

ينظر المراقبون لشخصية ميركل على أنها شخصية ثابتة، وهادئة، وبراغاماتية، خاصة في التعامل مع الأزمات.

خاصة وان ميركل قادت ألمانيا ومنطقة اليورو في العديد من الأزمات، منها:

  • الأزمة المالية العالمية.

  • وازمة الديون السيادية التي بلغت ذروتها عام 2012.

  • أزمة الهجرة في عام 2015-2016.

  • استجابة أوروبا لوباء كورونا مع الإشراف على خطة التعافي في الاتحاد الأوروبي.

أما الانتقادات الكبيرة لطريقة حكمها فقد كانت بسبب تعاملها مع أزمة الديون خاصة مع فرض تدابير تقشف صارمة على اليونان.

إلى جانب انتقاد طريقتها في التعامل مع ملف المهاجرين، والسماح للكثيرين منهم في الدخول إلى ألمانيا، وهو ما اعتبره الألمان تهديدا وجوديا لهم.

إذن فإن الخوف على العصر الذهبي لألمانيا بعد ميركل سيتمثل في طريقة قيادتها، وبناء علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.

حيث قال مؤلفا تقرير “ما بعد ميركل: ما يتوقعه الأوروبيون من ألمانيا بعد الانتخابات” ، والذي نُشر يوم الثلاثاء:

“إن القيادة السياسية في ألمانيا بعد ميركل لن يكون أمامها خيار سوى تغيير دورها فيما يتعلق بالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي.”

حيث ستواجه القيادة الجديدة ملفا شائكا على الصعيد الاوروبي على صعيد الوباء وتغير المناخ والمنافسة الجيوسياسية.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية