التزامات القروض المضمونة CLO’s : الأزمة الكارثية التي تدق جرس الأزمة الجديدة

ما المقصود بأداة التزامات القروض المضمونة CLO’s ؟

لماذا تمثل الأزمة الكارثية التي تدق جرس الأزمة الجديدة؟

ولماذا أتحدث عنها في الوقت الحالي؟ 


إن أداة التزامات القروض المضمونة CLO’s قد تعيد إلى الأذهان أزمة الرهن العقاري التي حدثت عام 2008. 

أداة التزامات القروض المضمونة (CLOs Collateralized Loan Obligations) هي عبارة:

إعادة الشركة لهيكلة قروضها، لتقديمها كضمان مقابل التمويل الذي ستحصل عليه من قبل الممولين”.

وغالبا ما تكون الديون التي تتم إعادة هيكلتها ديونا منخفضة التصنيف (ذات تصنيف رديء في بعض الأحيان).

وهذه الطريقة شبيهة بما حدث وقت أزمة الرهن العقاري، حينما كان يتم منح قروض بضمان منزل مرهون لعدة أطراف غير مضمونين.

أما لماذا أتحدث عنها الآن؟

فإليك ما قامت به شركة Envision الأمريكية (وهي واحدة من أكبر شركات التوظيف في المجال الطبي).

حينما قامت بإعادة هيكلة ديونها البالغة 7 مليار دولار امريكي بهدف إنقاذ نفسها من الإفلاس.

وبيع حصة منها لشركة KKR (وهي شركة من اقدم واكبر شركات الأسهم الخاصة) بمبلغ 10 مليار دولار.

هذا يعني باختصار أنها باعت حصة تبلغ 7 مليار بمبلغ 10 مليار بعدما قدمت ضمان واحد متكون من قروض مجمعة ذات تصنيف ائتماني منخفض.

ولمن يسأل عن سبب قيام شركة KKR بشراء هذه الحصة بالاعتماد على هذا الضمان السيء! فالإجابة هي:

إن عملية الشراء هذه تتم من خلال شركة متخصصة في تجميع القروض ومن ثم بيعها للمستثمرين والحصول على عائد عالي.

على أمل من قبل المستثمرين في تحسن الوضع المستقبلي للشركة بناء على دراسة تاريخها وملائتها المالية، وإذا لم يتضح مفهوم هذه الإداة فإليك آليتها.

ما هي آلية عمل CLO’s؟

أولا. تقوم الشركة ذات الوضع المالي السيء ببيع قروضها إلى مدير CLO’s .

ثانيا. يقوم مدير CLO’s، بتجميع عدة قروض يصل حجمها في بعض الأحيان إلى 225 ويقوم بعملية الدمج، ولاحظ كيف كانت شركة KKR هي من قامت بشراء الحصة.

ثالثا. بعد عملية الدمج السابقة يقوم  يبيعها للمستثمرين بعوائد وأحجام مختلفة.

رابعا. المستثمرون الذين قاموا بالشراء من مدير الـ CLO يُطلق عليهم الشرائح؛ وتقوم كل شريحة بمعرفة الجهة التي سيتوجه لها المال (الجهات هنا هم أصحاب القروض الذين تم دمجهم من قبل مدير CLO’s).

ثم تقوم هذه الشرائح باشتراط وتحديد من سيقوم بدفع ما عليه أولا، وتحديد المخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذه الآلية كنوع من أنواع ضمان حقوقها.

أين تكمن الخطورة في هذه الأداة؟

عليك أن تلاحظ أن الذين يقومون بدفع ما عليهم أولا، سيحصلون على دفعات أقل، أما الذين سيدفعون متأخرا سيحصلون على مدفوعات أعلى بفائدة أعلى بكثير.

وهنا تكمن الخطورة، لأن من سيحصل على التمويل هم من تم تجميع قروضهم وهم في مرحلة سيئة، وأنهم لجؤوا لهذه الآلية للحصول على التمويل وتحسين أوضاعهم.

وتكمن هذه الأزمة في الأمور التالية:

 كمية التحفيز والقروض التي تم ضخها في الاقتصاد الأمريكي تحديدا.

ارتفاع ظاهرة تضخيم القروض ووصولها إلى نقطة تعثر غير مأمولة الجانب.

هذه الأزمة تحدث في ظل حاجة الشركات إلى تنشيط الأعمال بشكل أكبر من ذي قبل لتقوم بخدمة الدين بالشكل اللازم.

كل ذلك يدفع إلى القول بأن أداة مثل هذه الأداة التي يزيد عمرها عن ثلاثين عاما، قد تعيدنا إلى مربع أزمة الرهن العقاري بشكل أشد أثرا وأكثر عنفا، لأنها ستنعكس على سوق الأوراق المالية والقروض والشركات، في ظل ركود اقتصادي شديد أحدثه فايروس كورونا.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية