اقتراح آلية حديثة قد تغير مستقبل التعامل بالذهب وتؤثر على سعره مستقبلا

أشار عدة خبراء إلى مسألة وصول العالم إلى ذروة استخراج الذهب من باطن الأرض، وأن ما تبقى لنا من ذهب يبلغ  50 ألف طن، وذلك وفقا لمسح جيولوجي أمريكي، إلا أن صناعة الذهب تعاني أيضا من عدة مشاكل جوهرية سنذكرها في هذا المقال، وهو ما دفع أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية إلى اقتراح آلية حديثة ومبتكرة قد تغير مستقبل التعامل بالذهب وتؤثر على سعره في المستقبل.


أشار “إيفي هامبرو” وهو أحد مدراء أكبر صناديق الاستثمار العالمية “بلاك روك”، إلى احتمالية تعرض صناعة تعدين الذهب إلى تجاهل عالمي.

وذلك في حال لم يستطع القائمون عليها تبرير التأثير البيئي لأنشطة تعدين الذهب.

حيث صرح “هامبرو” قائلا:

“إن الناس لا يدركون تماما مدى تأثير عملية التعدين وما ينطوي عليها من إلحاق اضرار بيئية في الأرض”.

وهو ما يمكن أن يمثل خطرا على صناعة تعدين الذهب، وذلك بعدما بات تركيز المستثمرين كبيرا، خلال العقدين الماضيين، على المقاييس البيئية والاجتماعية والحوكمة عند تحديد الأسهم التي يجب شراؤها أو بيعها.

أما على الصعيد الاقتصادي والإنتاجي فإن الذهب لا يعتبر سلعة مُدرة للمال، أو قابلة للتعامل أو التداول النقدي بشكل مباشر.

فعلى الرغم من دور الذهب في توفير العمالة والأموال في بعض أفقر البلدان، إلا أنه يعتبر سلعة للحفظ والتخزين كنتجية نهائية.

كما وربط هامبرو والذي يدير صندوق الذهب العالمي التابع لصندوق الاستثمار BlackRock، بين السلعة المهمة وكيفية انتاجها، وجدوى وحتمية آلية تحويلها إلى نقود.

حيث قال في أحدث المؤتمرات وفقا لوكالة فاينانشال تايمز:

“إن صناعة الذهب بحاجة إلى التفكير مع منظمات مثل مجلس الذهب العالمي حول الذهب في ظل الاهتمام العالمي المتنامي بالعملات المشفرة”.

بينما أكد على ضرورة إعادة التفكير بآلية تحويل الذهب إلى نقود، بعيدا عن الشكل التقليدي غير المنتج.

الآلية الحديثة التي قد تغير مستقبل التعامل بالذهب وتؤثر على سعره مستقبلا:

اقترح “هامبرو” آلية جديدة للتعامل مع الذهب كوسيلة دفع في المستقبل.

حيث اقترح السماح للمستثمرين بتحصيل أرباح تعدين الذهب بالذهب نفسه بدلا من الحصول على الأرباح النقدية، وذلك من خلال في صندوق تداول مدعوم بالذهب.

ثم ربط أموال هذه الصناديق بتطبيقات الدفع، التي توفر للعملاء القدرة على إنفاق الذهب مثل العملة.

وهذه الطريقة، لا تعتبر جديدة، فقد أتاحت شركة تعدين الذهب الاسترالية Resolute هذا الخيار لمساهميها، ولكنها لم تلقى قبولا.

وينظر هامبرو إلى هذه الآلية كوسيلة لدعم أسعار الذهب وحثها على التحرك قدما بعد عام من تذبذب أسعار الذهب.

حيث أدى شبح ارتفاع اسعار الفائدة إلى تراجع سعر المعدن الثمين بمتوسط 14%.

كما وأكد هامبرو على مخاوف رئيس البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي، وذلك حينما قال:

“في فترات التضخم الطويلة، فإن الذهب سيكون مكانا طبيعا يلجأ إليه المستثمرون للتحوط ضد ارتفاع الأسعار”.

وختم قائلا:

“احتمالات التضخم ستلحق الضرر بالأصول الورقية، وخاصة العملة”.

ليشير في ذلك إلى ضرورة دفع الذهب نحو تحوله لبديل محتمل للمدفوعات التقليدية.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية