حدة الحرب الباردة بين أمريكا والصين تشتد

يبدو أننا نعيش في ظل الحرب الباردة بين أمريكا والصين، وأنه لن يتم التوصل لحلٍ مُرضٍ في غضون سنوات بسيطة

وقد كتب فريد كيمبي الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس المحيط الأطلسي مقالة عن هذا الأمر تناول فيها تحليلا لهذه الحرب الباردة.

حيث وجد كيمبي أن العالم بات على موعد يومي مع مشادّات الطرفين، وانتقادات سلوك كل واحدة من قبل الأخرى.

وعلى الرغم من أن العالم اعتاد هذه المشادات والاتهامات بل والإجراءات الفعلية على أرض الواقع منذ العام 2018.

إلا أن الأحداث خلال الشهور الماضية، كانت أكثر حدة وتسارعا وأشد خطورة، وقد كان من أهم هذه الأحداث:

انتقاد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لممارسات الصين في بحر الصين الجنوبي.

قيام الصين بمعاقبة أعضاء مجلس الشيوخ انتقاما لإجراءاتهم التشريعية ضد المسؤولين الصينيين فيما يخص سلوكهم ضد الأقليات العرقية في شينجيانغ.

اشتراك بعض الأطراف الإضافية في هذه الحرب، وتحديدا بعد ما قام ترامب بفرض قانون عقوبات جديدة على الأفراد والبنوك الصينيين.

حيث وفي نفس اليوم الذي فرض فيه ترامب هذا القانون، قامت بريطانيا بحظر استخدام أجهزة شركة Huawei الصينية الخاصة بشبكات الجيل الخامس.

كما قامت العديد من الدول بالتحذير من شبكات الاتصالات الصينية مثل استراليا.

وهو ما يُنذر بإمكانية ظهور أطراف أخرى في هذه الحرب.

انتقاد مايك بومبيو للصين علامة من علامات حدة الحرب الباردة بين أمريكا والصين
انتقاد مايك بومبيو للصين علامة من علامات حدة الحرب الباردة بين أمريكا والصين

وبدورها قامت الصين بإطلاق إشارة تحذيرية تخص السياسة والأمور العسكرية، وذلك بعدما هددت بمعاقبة شركة لوكهيد بسبب مبيعاتها الدفاعية إلى تايوان.

وتحاول الصين اليوم جاهدة في التسويق لاقتصادها، باعتباره أول اقتصاد رئيسي يتعافى من الفايروس الذي كانت مهداً له.

حيث أعلنت الصين مؤخرا عن نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.2٪ في الربع الثاني.

يأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية إشارات على بقائها في حالة من الركود.

وإذا ما قارنّا بين الحالة الأمريكية والحالة الصينية، فإننا أمام زيادة في المشادات الكلامية والحرب الإعلامية الأمريكية.

بل وزيادة في الضغوط الأمريكية على العديد من الحلفاء لأخذ مواقف واضحة من الجانب الصيني على مختلف الأصعدة.

أما على الصعيد الصيني فنحن أمام أمريّن اثنين:

يتمثل الأول بصلابة في الموقف الصيني تجاه المناطق المحيطة مثل هونغ كونغ وتايوان، وبحر الصين الجنوبي.

أما الثاني فيتعلق بالحكمة والهدوء تجاه الاقتصاد والتعاون مع العديد من الأطراف، وإبداء الهدوء في ردات الفعل.

هل ستتحول الحرب الباردة بين أمريكا والصين إلى حرب عسكرية؟

الخصم الذي تواجهه أمريكا اليوم يختلف تماما عن الخصوم السابقين، فنحن نتحدث عن قوة اقتصادية تمثل خُمس القوة الاقتصادية.

كما أننا نتحدث عن خصم اقتصادي صيني منفتح وذو علاقات متشعبة بشكل كبير، على خلاف الخصم الروسي المنغلق نسبيا بالمقارنة مع الصين.

كما أننا نتحدث عن الأذرع الاقتصادية الصينية المتمثلة بالشركات الاخطبوطية، والتي تداخلت أعمالها مع مختلف الشركات الدولية بمختلف أشكالها وأحجامها.

أضف إلى ذلك اعتماد العالم بشكل كبير في صادراته على الصين، إما بالشكل النهائي أو بالشكل الخام أو الوسيط.

هذه الأمور تدفع إلى القول بأن انجرار هذه الحرب الباردة إلى حرب عسكرية، قد يكون أمراً مُستبعداً وذلك لجوانب تتخطى القدرة الأمريكية.

أما عن البيت الأمريكي فهو في حالة من التخبط الكبير على الصعيد الداخلي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعدم وضوح على صعيد القرارات.

مع الأخذ بعين الاعتبار أننا ما زلنا نتحدث عن الدولة الأقوى اقتصاديا، والأكثر نفوذا، وصاحبة العملة التي تشكل نسبة كبيرة من الاحتياطيات بالعملات الأجنبية.

طالع مقالة مهمة بعنوان “هل ستقود الصين العالم في العام 2021” وذلك لإلقاء نظرة واقعية على نظرة الصين ومعرفة قدرتها وواقع عملتها.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية