الصين تتأخر عن أمريكا بعشرة سنوات وأمريكا تستفيد من دول العيون الخمس

أشار بحث جديد إلى أن الصين تتأخر عن أمريكا لعقد من الزمان على الصعيد الالكتروني وأنها بحاجة لعشرة سنوات على الأقل لمضاهاة القدرات الإلكترونية الأمريكية.

حيث نشر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية اليوم الإثنين هذه الدراسة الغريبة والتي أشار إليها موقع الفاينانشال تايمز.

وقد ارتكزت هذه الدراسة في نتائجها على القدرة الأمريكية في التعامل مع حملات القرصنة المتزايدة بهدف التجسس على الإنترنت والبيانات الأمريكية.

حيث أشارت الدراسة إلى اكتشاف المسؤولين الأمريكيين لمحاولة جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي اختطاف برنامج SolarWinds لاختراق أهداف حكومية في واشنطن بما في ذلك وزارتي التجارة والخزانة، إلى جانب الهجوم الالكتروني على أكبر مشغل أنابيب في أمريكا.

كما أشارت إلى تعرض برنامج البريد الالكتروني الصادر عن Microsoft للاختراق من قبل قراصنة صينيين مشتبه بهم مدعومين من الدولة.

وقد صنف باحثو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البلدان على صعيد القدرات الإلكترونية بالاستناد إلى عدة أمور أهمها:

  • قوة اقتصاداتها الرقمية.

  • نضج وظائفها الاستخباراتية والأمنية.

  • مدى تكامل المرافق الإلكترونية مع العمليات العسكرية.

كما قالت الدراسة:

“على الرغم من قدرة الصين وروسيا في التعامل مع العمليات السيبرانية الهجومية، إلا أن البلدين يبديان تأخرا مقارنة بأمريكا”.

ونتيجة لذلك -وفقا للمعهد- فقد تم تصنيف الولايات المتحدة فقط كقوة إلكترونية “من الدرجة الأولى” من قبل مؤسسة الفكر.

بينما تم تصنيف الصين وروسيا والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا وفرنسا والكيان الصهيوني في المرتبة الثانية.

أما عن الدول التي تنضم إلى الطبقة الثالثة فهي: الهند وإندونيسيا واليابان وماليزيا وكوريا الشمالية وإيران وفيتنام.

حيث قال جريج أوستن، الخبير في الصراع السيبراني والفضائي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية:

“إن التقارير الإعلامية التي تركز فقط على الجوانب الإيجابية للتقدم الرقمي للصين، ساهمت في وضع تصور مبالغ فيه عن الصين فيما يتعلق بالأمن السيبراني”.

كما أضاف قائلا:

“بكل المقاييس، فإن تطوير مهارات الأمن السيبراني في الصين في وضع أسوأ مما هو عليه في العديد من البلدان الأخرى”.

أما عن أهم أسباب أن الصين تتأخر عن أمريكا بعقد من الزمان فيعود وفقا للدراسة إلى الكثير من الأسباب.

حيث يتمثل أهم أسبابها في:

تركيز بكين على أمن المحتوى والحد من المعلومات التخريبية سياسيًا على الإنترنت المحلي.

كما قالت دراسة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية:

“إن تحليل الصين للاستخبارات الإلكترونية كان أقل نضجًا من تحليل حلفاء العيون الخمس (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا).”

وقد أشاد المعهد بالقدرة الأمريكية في المجال السيبراني نظرا لقدرتها الصناعية الرقمية وخبرتها في التشفير والهجوم السيبراني.

بينما أشادت الدراسة بمدى استفادة أمريكا من حلفائها المتمثلين بدول “العيون الخمس” والذين يمثلون قوى إلكترونية هامة جدا.

حيث ساهمت هذه الدول في تأمين تعاونٍ مثمر وبناء في تمكين أمريكا من مواجهة الكثير من الهجمات السيبرانية.

وقد اتفق روبرت هانيجان، المدير السابق لوكالة المخابرات البريطانية وهو الآن مسؤول تنفيذي كبير في شركة الأمن السيبراني BlueVoyant، مع العديد من استنتاجات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ولكنه تساءل عن مدى تأخر بكين وموسكو بسبب الدفاعات السيبرانية الضعيفة، قائلا:

“في حين أنه من الصحيح أن الأمن السيبراني أقل تطورًا في روسيا والصين، إلا أنهما بحاجة إليه بشكل أقل إلحاحًا من الاقتصادات الغربية المفتوحة”.

حيث ربط هانيجان بمدى الهجوم الذي تتعرض له دول مثل أمريكا مقارنة بالصين وروسيا.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية