كثيرة هي الأخبار المتداولة في الآونة الأخيرة حول أزمة الكويت، وكيف أن الكويت لن تستطيع دفع رواتب موظفيها ، وذلك بسبب أزمة السيولة التي تعصف بها.
وفيما يلي تحقيق مختصر وشبه كامل للأزمة الاقتصادية في الكويت، من وجهة نظر معد التقرير بناء على المتابعات الدورية والبيانات والتصريحات الرسمية.

الكويت في وجه العاصفة:
ما إن تفجرت الأزمة الصحية في جميع أنحاء العالم جرّاء فايروس كورونا، حتى أدرك العالم بأسره أنه في أزمة اقتصادية مختلفة .
وذلك بعد أن قامت الدول بإغلاق حدودها، وتجميد مختلف أوجه الحياة فيها، ريثما ينقذ أحد ما الأرضَ من هذا الفايروس.
ولم تمرَ بضع شهور على هذه الأزمة، حتى تفجرت في ساعات مساء أحد أيام شهر إبريل أزمة النفط العالمي.
حيث انخفضت الأسعار للعقود الآجلة بشكل وصلت إلى المعدل السالب، جراء تعطل الطلب العالمي بعد إغلاق الدول لحدودها.
وهو ما استدعى التدخل من قبل الجميع، فرأينا حكومات وقد اجتمعت، واجتماعات رسمية وقد انعقدت.
بل وبدأت مؤسسات وشركات نفطية تستنجد هنا وشركات أخرى تهدد بإفلاسها هناك، لعل أحداً يخرج بحلٍ أو شبه حل للإنقاذ.
فاجتمعت منظمة أوبك لتحدد تخفيضا عاما للإنتاج وذلك للحفاظ على المستوى العام للأسعار من التدهور بشكل أكبر.
وعلى الرغم من المشاكل التي دارت حول هذا التخفيض وتحديدا بين روسيا والسعودية، إلا أن الأمر أعاد إلى النفط بعض ماء الوجه.
وحينما نتحدث عن الدول النفطية، فإننا أمام نوعين من الدول:
النوع الأول:
يشير إلى الدول التي تتمتع بقدرة نفطية، إلى جانب غيرها من الموارد الطبيعية والإنتاجية والثروات الأخرى، وهنا فإننا نتحدث الولايات المتحدة ونفطها الصخري، وروسيا، وكندا بدرجات مختلفة.
أما النوع الآخر:
فيشير إلى الدول ذات الاعتماد الأساسي على النفط، ونشير بذلك إلى دول مجلس التعاون الخليجي، مثل السعودية والكويت.

أزمة الكويت الاقتصادية: كيف لن تستطيع دفع رواتب موظفيها
ما الذي يحصل في الكويت وكيف لدولة عريقة اقتصاديا أن لا تستطيع دفع رواتب موظفيها؟
للحديث عن الأزمة الاقتصادية الكويتية، يجب علينا سرد بعض الحقائق الاقتصادية ذات الصلة بسياق الأزمة، وهي على النحو التالي:
أولا. وصلت نسبة العمالة الوافدة من سوق العمل الكويتي في العام 2019 إلى 85% من عدد العاملين في الدولة.
ثانيا. عدد العمالة الوافدة في سوق العمل الكويتي وصل إلى 2.52 مليون أجنبي.
ثالثا. يشكل النفط نصف الناتج المحلي الإجمالي الكويتي حيث تقدر احتياطيات النفط في الكويت 104 مليار برميل.
(وهو ما يمثل 10% من احتياطي النفط في العالم وهو محور الأزمة الأولى).
رابعا. قطاع الصناعة هو القطاع الثاني من حيث الأهمية بالنسبة للاقتصاد الكويتي ويشكل أيضا نسبة مهمة من الناتج المحلي الإجمالي.
