تصريح خطير قد يعطي إشارة لمستقبل رفع الفائدة على الدولار

رويترز: يشتد الحديث اليوم وحتى نهاية الاسبوع الجاري عن رفع الفائدة على الدولار والمقدار الذي يمكن أن يكون عليه، وهل سيتحدث الفيدرالي عن مواصلة حربه ضد التضخم.

وقد ارتفعت احتمالية رفع الفائدة على الدولار بمقدار ربع نقطة فقط، لتصل بذلك 5%، بسبب الأزمة المصرفية التي عصفت بالقطاع المصرفي الأميركي والأوروبي على حد سواء.

إلا أن الإشارات والدلائل على احتواء هذه الأزمة ما زالت تتزايد يوميا، رغم خسارة البنوك لنصف تريليون دولار من قيمتها السوقية على الصعيد الأميركي فقط.

وقد كان البنك المركزي الأوروبي آخر من قام برفع الفوائد بمقدار نصف نقطة مئوية، للتغلب على التضخم الذي وصل إلى 8.5%، ليتحدث اليوم رئيس المركزي البلجيكي عن مواصلة المركزي حربه ضد هذا الشبح المسمى بالتضخم.

حيث قال رئيس البنك المركزي البلجيكي بيير ونش:

“إنه من المرجح أن يواصل البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة لأنه من غير المرجح تكرار الأزمة المالية لعام 2008.

حيث أكد ونش على أن البنوك الأوروبية تخضع لقواعد أكثر صرامة من البنوك الأمريكية الإقليمية.

وقد أشار المركزي الاوروبي الخميس بأن حربه على التضخم متواصلة، وأن 2% قد تتحقق 2025.

وهذه إشارة إلى ان البنوك المركزية ما زالت ترى في ارتفاع الاسعار الشبح الأخطر والأكثر ثباتا.

وفي مقابلة نُشرت يوم السبت ، قال وونش ، أحد الصقور في السياسة ، لصحيفة ليكو البلجيكية:

“إن االمركزي الأوروبي لا يزال بحاجة إلى رفع أسعار الفائدة ، وأن أمامه طريق طويل لنقطعه”

ومنذ يوليو العام الماضي، قام المركزي برفع الفوائد بمقدار 350 نقطة أساس لتصل اليوم إلى 3.5%.

كما دعا رؤساء البنوك المركزية في النمسا وليتوانيا وسلوفاكيا إلى مزيد من الزيادات.

وقال وونش:

“نعلم أنه يتعين علينا القيام بالمزيد من هذا، وبأي إجراء؟ لا نعلم، ولكن الاجماع يجري حول المزيد من الفوائد”.

فعلى الرغم من عدم اليقين في السوق ، إلا أن غالبية صانعي السياسة ما زالوا يدعمون معدلات أعلى في الاجتماع الأخير.

وعلى حد قوله:

“إن قرارًا مختلفًا ربما يكون قد ساهم في خلق حالة من عدم اليقين.

كما قال:

“أولاً ، ظل التضخم مرتفعاً للغاية ، لفترة طويلة جداً. ثانياً ، لا نرى مشكلة هيكلية مع البنوك الأوروبية”

رغم أنه تحدث عن عدم معرفة تأثير الأحداث القادمة من الأزمة المصرفية الأميركية وما جرى في بنك Credit Suisse .

وقد تعرضت الأسهم المصرفية على مستوى العالم لضربة قوية منذ انهيار بنك وادي السيليكون واضطر بنك كريدي سويس للاستفادة من 54 مليار دولار من تمويل البنك المركزي ، مما أثار تساؤلات حول نقاط الضعف الأخرى في النظام المالي.

ولكن ونش قال:

“ليس لدينا أي معلومات تشير إلى أن البنوك الأوروبية معرضة للخطر”.

وأضاف:

“إذا نظرت إلى البنوك البلجيكية ، فهي أكثر صلابة من متوسط البنوك الأوروبية. لهذا السبب من الصعب للغاية تخيل تكرار الأزمة المالية.”

كما شدد على أنه من المهم التمييز بين أوروبا والولايات المتحدة ، حيث مكّن التطبيق الأكثر مرونة لقواعد الرسملة بعض البنوك الإقليمية من التعرض لمخاطر أسعار فائدة أعلى مما كان مسموحًا لها في أوروبا.

وذلك فإن مستقبل الفائدة على الدولار الأميركي ستبقى معلقة حتى تصريحات باول الصحفية.

حيث سيخرج رئيس الفيدرالي جيروم باول بعد قرار الفائدة بنصف ساعة يوم الاربعاء للحديث عن ذلك.

وحتى ذلك الوقت فإن الدولار الأمريكي ما زال يستفيد وقد يستفيد أكثر من الأزمة القائمة، ومن التصريحات في حالة كانت كلمات باول مؤكدة على متانة القطاع المصرفي واستمراره في حرب التضخم.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية