مسح هام ومصيري: سلوك المستهلك خلال أزمة كورونا

لقد تغيرت الكثير من السلوكيات الاقتصادية، سواء على صعيد الدولة، أو على صعيد المؤسسات، أو حتى على صعيد المُستهلك، وذلك بعدما تأثر سلوك المستهلك خلال أزمة كورونا، وأثرت على  دخولهم وإنفاقهم وطريقة ادخارهم.

وفيما يلي مسح عام لتغير سلوكيات المستهلك، وآرائهم بالاقتصاد وتفاؤلهم بعودته وانتعاشه، إلى جانب آرائهم في السلوكيات المستقبلية، وذلك بناء على مسح عام من خلال مؤسسة mckinsey and Company في كل من: استراليا، هولندا، فرنسا، الصين، وبلجيكا، والإمارات:

سلوك المستهلك خلال أزمة كورونا في استراليا
أولا. سلوك المستهلك الاسترالي

سلوك المستهلك الاسترالي خلال أزمة كورونا:

لا يزال المستهلك الاسترالي غير متأكد بشأن الانتعاش، حتى بعد فتح الاقتصاد تدريجيا، وقد ارتفع الحذر الاقتصادي لدى الأسر بشكل ملحوظ.

وقد سلك أكثر من نصف الأستراليين أساليب جديدة للتسوق خلال الأزمة، وتجربة علامات تجارية مختلفة بناء على الموازنة بين التوفير والنوعية، وحماية الشركات المحلية.

وقد قام الاستراليون بالابتعاد عن التجمعات، وتجنب وسائل النقل العامة بكثافة.

سلوك المستهلك خلال أزمة كورونا في الصين
ثانيا. المستهلك الصيني خلال كورونا

سلوك المستهلك الصيني خلال أزمة كورونا:

شهد أكثر من نصف المستهلكين الصينيين انخفاضًا في الدخل والادخار خلال الأزمة الصحية.

كما ارتفعت مستويات الوعي لدى المستهلكين الصينيين فأصبحوا أكثر وعيًا حول منتجاتهم وطريقة إنفاقهم عليها.

كما استخدم معظم المستهلكين طرقاً مختلفة للتسوق، وقد استهدفوا في تسوقهم الراحة والنظافة والمحافظة على التوفير.

ويُلاحظ أن المستهلكين الصينيين سرّعوا من تحولهم إلى قنوات البيع الرقمية، واستخدام الخدمات الرقمية وعلى رأسها التعليم عن بعد، والبقالة الالكترونية، وخاصة من خلال شركة علي بابا وشركة JD.COM.

سلوك المستهلك البجليكي خلال أزمة كورونا
ثالثا: المستهلك البلجيكي

سلوك المستهلك البلجيكي خلال أزمة كورونا:

يعتقد البلجيكيون أن عودة الاقتصاد ستستغرق أكثر من ستة شهور، كما يعتقد معظم المستهلكين البلجيكيين أن عاداتهم الاستهلاكية ستستمر بالتأثر.

إلا أن الاستهلاك الرقمي ما زال منخفضًا بشكل عام، على الرغم من ارتفاع استخدام البلجيكيون للخدمات الرقمية والتسوق عبر الانترنت مقارنة بالسابق.

كما يخططون إلى العودة إلى الحياة الاجتماعية شيئا فشيئا خلال الاسبوعين القادمين.

سلوك المستهلك خلال أزمة كورونا في فرنسا
رابعا. المستهلك الفرنسي خلال الأزمة الصحية

سلوك المستهلك الفرنسي خلال أزمة كورونا:

يواصل ثلث المستهلكين الفرنسيين الإبلاغ عن انخفاض دخلهم وتضاؤل الإدخار والإنفاق.

لكن الآثار الاقتصادية المباشرة لفايروس كورونا على حياة المستهلكين قد بدأت في الانخفاض.

حيث عاد 40٪ من المستهلكين إلى سلوكهم الطبيعي في ممارسة بعض الأنشطة خارج المنزل، بل إنهم يعتزمون زيادة السفر المحلي والتواصل الاجتماعي في الأسبوعين المقبلين.

سلوك المستهلك الهولندي خلال أزمة كورونا
خامسا. هولندا وسلوك المستهلك فيها

سلوك المستهلك الهولندي خلال أزمة كورونا:

يعتبر الهولنديون أكثر تفاؤلا بشأن الاقتصاد مقارنة بشعورهم السابق، ولكنهم يتوقعون استمرار تأثير فايروس كورنا على الاقتصاد.

وقد جرب أكثر من نصف المستهلكين وسائل تسوق مختلفة، وقاموا باستخدام أساليب التسوق الالكتروني، والتي يشعرون باستمرارها بعد كورونا.

سادسا. سلوك المستهلك الإماراتي

سلوك المستهلك الإماراتي:

يشعر الإماراتيون بتفاؤل حيال الانتعاش الاقتصادي، ولكنهم ما زالوا يعانون من انخفاض الدخل، وهو ما أدى إلى تقليص إنفاقهم.

كما أنهم أبدوا سلوكا استهلاكيا أكثر وعيا بالأسعار، حيث تشير التقصيات إلى أن الإماراتيون بحثوا بشكل متزايد عن طرق أفضل للتوفير خلال التسوق.

وقد أبدى معظم المستهلكين عدم الارتياح التام للعودة إلى الأنشطة العادية، وأنهم ما زالوا ينتظرون رفع الحكومة إجراءات الحجر بشكل شبه كامل.

وقد أبدى المستهلكون الإمارتيون تبنياً ملحوظا للخدمات الرقمية، بما في ذلك التسوق الالكتروني، ومؤتمرات الفيديو، والتعلم الإلكتروني ، ويبدون استمرار انتظامهم بهذه السلوكيات حتى بعد كورونا.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية