هل اقتربنا من بداية فقاعة أسواق المال الجديدة بسبب سهم GameStop

تنشغل أسواق المال العالمية والأوساط الاقتصادية بكلمتين اثنتين فقط، وهما “GameStop”  و “Reddit” ، فما قصة هذا السهم وهل سيمثل  بدايةَ فقاعةِ أسواق المال الجديدة؟

وقبل الدخول في هذا السهم، فإنه تجدر الإشارة إلى الحديث عن GameStop، حيث أنه متجر أمريكي يبيع الألعاب ووحدات التحكم والالكترونيات الأخرى.

حيث يمتلك هذا المتجر 5،509 متجرًا للبيع بالتجزئة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وأوروبا.

أما عن Reddit فهو موقع وسائط اجتماعية مثل فيس بوك وتويتر، ولكنه أكثر تخصصا، وذلك بسبب ضمه لمنتديات متخصصة بمواضيع معينة، ومن بين منتديات Reddit يأتي منتدى Wallstreetbets.

وهو منتدى يشارك فيه أكثر من أربعة ملايين شخص، وعادة ما يناقشون أمور الأسهم وتقديم نصائح استثمارية حولَها.

وحتى هذه اللحظة فإن الأمور تبدو طبيعية، فهناك متجر يعاني من بعض المشاكل المادية حتى مع توجه العالم نحو شراء الألعاب.

ولدينا على الطرف الآخر موقع تواصل اجتماعي طبيعي يحتوي على الكثير من المنتديات، أحدها يتكلم عن الأسهم والأسواق المالية.

إلا أن هناك أموراً من خلف الكواليس يجب أن يتم إيضاحها لتفسير ما حدث مع ذلك السهم.

حيث أن هناك أشخاص في الأسواق المالية يشترون السهم على أمل أن تنخفض قيمته للحصول على الأرباح.

كيف ذلك؟!

يا عزيزي هي ببساطة short selling!

أو عمليات البيع على المشكوف!

والتي تحدث عندما يقترض المستثمر ورقة مالية ويبيعها في السوق المفتوحة، ويخطط لإعادة شرائها لاحقًا مقابل أموال أقل.

حيث يراهن البائعون على المكشوف على انخفاض سعر الورقة المالية لتحقيق الأرباح بعد ذلك.

هذا بالضبط ما حصل مع سهم شركة GameStop فيما يتعلق بالمستثمرين وصناديق التحوط بعد نصائح معينة.

حيث قام عدد كبير من الأشخاص في منتدى wallstreetbets على موقع Reddit بإعطاء نصائح بشراء سهم شركة GameStop.

وقد كان من أبرزهم أغنى رجل في العالم ايلون ماسك والذي رأى في أسهم الشركة مستقبلا واعدا، خاصة وأنه أحد أبرز المستثمرين فيها.

وهو الأمر الذي رفع من قيمة سهم الشركة من 18 دولار في بداية السنة الحالية إلى أكثر من 350 دولار خلال أيام قليلة.

وهو ما أدى إلى خسائر للمستثمرين الذي قاموا بعمليات shortselling كان من بينهم صناديق تحوط من أبرزها:

  • صندوق ميرفين كابيتل والذي خسر 3.5 مليار دولار

  • كابيتال بارتنرز والذي خسر أكثر من 2.7 مليار دولار

ولتعويض الخسائر، قامت هذه الصناديق ببيع مراكز لها على أسهم أخرى، وهو ما أدى إلى حدوث بلبلة في الأسواق المالية العالمية.

أما الآن، وبعد طرح ملخصِ عن هذه القصة الغريبة، يأتي دور السؤال المهم التالي:

ولماذا تحدث هذه القصة الآن على وجه التحديد؟

يصف بعض المتابعون هذه القصة، بأنها تجربة لمعرفة قوة مجتمعات الانترنت على الأسهم.

كما وصفوا بأن ما يحدث بالظاهرة، أو الجنون، وأنهم لم يروا ذلك من قبل.

فيما وصف البعض الآخر ما يحدث بأنه كان أمراً ممنهجا وأنه كان مقصود لدفع سماسرة البورصة وصناديق التحوط للخسارة.

فما أكد بعض  الأشخاص على موقع Reddit بأن هناك أمرا آخر يتعلق بأمر حدث في الماضي.

حيث أشاروا إلى نية مُبيتة للانتقام من شركات الأموال الكبيرة التي يُعقتد بأنها سببلٌ من أسباب الانهيار المالي عام 2008.

أما الآن فقد انخفض سهم الشركة بأكثر من أربعين بالمئة، وذلك بعد قيام بعض شركات الوساطة بتعليق السه من على على منصاتهم، وهو ما ادى إلى مطالبة هذه الشركات من قبل بعض المستثمرين  لإعاة السهم للتداول.

فهل سيمثل سهم هذا المتجر البسيط شرارة لفقاعة ما في السوق المالي مثلما فعلت شركة بيتس دوت كوم عام 2000.

وذلك حينما أدت إلى فقاعة الانترنت التي مهدت الطريق أمام الأزمة المالية بعد سنوات سبع؟

هذا ما سوف نراقبه خلال الأيام القادمة، لذا ابقوا على الموعد مع التحليلات والمتابعة المتواصلة لكواليس المال

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية