فكرة أربعة أيام عمل في الأسبوع تشغل العالم : فهل اقتربنا نحن منها

يعمل الفرد في مختلف أنحاء العالم بمعدل خمسة أيام أسبوعيا، إلّا أن قامت حملة (أربعة أيام في الأسبوع) بتقديم ورقة مفتوحة لقادة الأعمال العالميين لحثهم على تبني فكرة أربعة أيام عمل في الأسبوع .

حيث تستعد إسبانيا لاختيار أسبوعِ عملٍ بأربعة أيام؛ حيث يقول الخبراء بأن هذا قد يتحول من استجابة للوباء إلى حال أكثر ديمومة.

وقد وافقت الحكومة الإسبانية الأسبوع الماضي على تجريب 32 ساعة عمل أسبوعيا على مدى ثلاث سنوات بشرطين اثنين:

  • عدم خفض رواتب العمال.

  • تقديم 60 مليار دولار للشركات التي ستطبق ذلك لتعويضها في المراحل الأولى.

وبدوره فقد غرد “لينجو إيريجون” قائد حزب اليسار الإسباني “ماس بايس”:

“يجب أن نعمل على إعادة توجيه الاقتصاد نحو تحسين الصحة والعناية بالبيئة وزيادة الإنتاجية”.

ويبدو أن بريطانيا ستتجه نحو هذا الأسلوب؛ حيث قال الصحفي في الاندبندنت البريطانية “جو رايل”:

“إن العمل من بُعد (في المنزل) فتح أعين الناس على حقيقة أن التغيير يمكن أن يحدث، وبسرعة كبيرة، عندما يريدون ذلك”

كما قد تفكر اليابان أيضًا في التحول إلى أسبوع عمل من أربعة أيام، بعد أن ورد اقتراحًا مشابها تم تقديمه في البرلمان.

إلّا أن الاقتراح الياباني أتاح إمكانية تخفيض الراتب بمقدار ذلك اليوم الذي سينضم إلى الإجازات الرسمية.

وقد وجد مركز أتونومي البريطاني صاحب تلك الحملة بأن تخفيض العمل لأربعة أيام سيمنح الناس تحسينا في الصحة الجسمية والعقلية.

ما هي التكاليف المتوقعة لفكرة أربعة أيام عمل في الأسبوع؟

ستختلف تكاليف تخفيض أيام العمل إلى أربعة من دولة لأخرى ومن اقتصادٍ لآخر.

حيث يشير مركز أبحاث أوتونومي إلى أن تخفيض أسبوع العمل لمدة أربعة أيام سيكلف بريطانيا أكثر من 2 مليار دولار سنويا.

ولكنه المركز أكد على أنه سيكون كفيلا بخلق ما بين 45-59 ألف وظيفة في القطاعات العامة لتعويض الإنتاجية.

فيما قالت كيت سوبر، أستاذة الفلسفة في جامعة لندن متروبوليتان:

“أعتقد أن مناقشة أسابيع العمل الأقصر ستستمر على الأرجح في اكتساب قوة دفع مع تحول المزيد من العمل البشري إلى الآلي”

وأضافت:

“بدلاً من التأسف على فقدان العمل بسبب الآلة، علينا اعتبار ذلك فرصة لإعادة التفكير فعليًا في سياساتنا برمتها بشأن الازدهار أو فهم حياتنا العملية”.

وقد يتجه العالم نحو هذه الفكرة مليّا، إذا ما فكر بأن تقليل أيام العمل قد يؤدي إلى تخفيض انبعاثات الكربون وتلويث البيئة أيضا.

وحتى الآن فإن هذه الحملة تلقى تشجيعا من قبل رئيسة وزراء نيوزلندا ورئيسة الوزراء الفنلندية السابقة.

أما عن واقع الدول العربية  فيمكننا أن نشهد تأخرا في مثل هذا التحرك، وذلك لعدة أسباب أبرزها:

  • انخفاض قدرة دعم الحكومات للشركات لتعويض خسائرهم بسبب انخفاض الإنتاجية التي قد تترتب على تخفيض أيام العمل.

  • انخفاض نتائج أعمال الشركات في الدول العربية وتحديدا في الدول النفطية.

  • إمكانية الأخذ بالاقتراح الياباني في حالة تخفيض الراتب بمقدار ذلك اليوم الجديد.

إلا أنه لابد من إدراك بأن كل أمرٍ أصبح ممكنا وجائزا في عالم ما بعد كورونا.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية