أسعار الذهب عالميا : هل ستشهد استقرارا أم ستتراجع بشدة خلال الشهور القادمة

لقد ظلت أسعار الذهب عالميا صامدة نوعا ما بعيدة عن التأثر بعوائد السندات والفوائد المتوقعة على الدولار الأمريكي.

حيث استقرت أسعار الذهب عالميا عند مستويات 1800 دولار للأونصة، رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وارتفاع مؤشر الدولار.

كما ولاحظ الخبراء الاستراتيجيون في بنك أوف أميركا وفق ما ذكرته وكالة CNBC، أن تدفق الاستثمارات نحو الذهب كانت مرنة وجذابة في العديد من الأحيان رغم ثالوث المشاكل الكبيرة الآتية:

  • تحديات قضايا سلسلة التوريد.

  • التضخم المتزايد.

  • المخاطر الوبائية المستمرة.

معنى مرونة الذهب:

ووفقا لبنك UBS، فإن مرونة الذهب تعبر عن مزيج من الطلب المرتفع لبناء محفظة استثمارية بهدف التحوظ لظروف اقتصادية سيئة في حال تعثر الفيدرالي في علاج مسألة التضخم.

حيث قال الخبراء الاستراتيجيون في مكتب الاستثمار في UBS:

“بسبب خصائص الأمان التي يوفرها معدن الذهب، فإن تنويع المحافظ من الذهب شهد تألقا”.

كما وتشير مذكرة بنك أوف أميركا، إلى أن استقرار الذهب كان مفاجئاً للعالم، في ظل الظروف الصحية الصعبة التي حدثت خلال العام الماضي.

السعر العادل للذهب وفقا للخبراء:

بينما أشارت المذكرة إلى السعر العادل للذهب، وفقا لتقديراتهم، وهي 1750 دولارا أمريكيا للأونصة.

فيما تشير نماذج بنك UBS إلى أن تقلبات السوق المرتفعة حتى الآن هذا العام ، ستمثل داعما لأسعار الذهب.

حيث قال واين جوردون، و جيوفاني ستونوفو، ودومينيك شنايدر من بنك UBS:

“إن الطلب المرتفع على تحوطات المحافظ الاستثمارة تشير إلى سعر عادل يبلغ 1800 دولار أمريكي للأونصة”.

توقعات أسعار الذهب عالميا خلال العام:

أما عن توقعات انخفاض أسعار الذهب عالميا، فيتحدث خبراء UBS:

“نتوقع انخفاض الذهب إلى نطاق 1650-1700 دولار في النصف الثاني من عام 2022، بسبب ارتفاع معنويات المخاطرة بعد تحسن الاقتصاد وانخفاض التضخم”.

أما عن إمكانية اختراق الذهب لمستويات 1800 دولار، فإن ذلك سيعتمد على ضعف ثقة الجمهور بسياسات البنوك المركزية في علاج التضخم.

حيث يشير البعض في تصريحات صادمة، إلى أن صانعي السياسات النقدية، سيتوجب عليهم العودة إلى التيسير الكمي قبل كبح جماح التضخم.

معللين هذه العودة بارتفاع الديون العالمية التي ستتأثر سلبا إذا تم اسعار الفائدة بشكل متسارع دون تيسير نقدي استباقي.

في النتيجة؛

تتجه أسعار الذهب إلى الاستقرار عند مستويات 1800 دولار خلال الشهور القادمة.

فيما يتحدث الخبراء عن امكانية انخفاضها إلى مستويات 1650-1700 دولار في النصف الثاني على خلفية تحسن الاقتصاد.

بينما يرى قليل من الخبراء امكانية تحسن الذهب في حالة فقد ثقة الجمهور بسياسات البنوك المركزية في تحسين التضخم.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية