إلى أين يتجه الدولار الأمريكي خلال العام 2022 : تصريحات سارة وتوقعات بالانتعاش

على الرغم من التقلب الذي شهده الدولار الأمريكي منذ بداية العام أمام سلة من العملات الرئيسية، إلا أن المستثمرين يراهنون على استئناف الدولار الأمريكي مسيرته الصاعدة بدعم من الاحتياطي الفيدرالي الذي يتجه نحو تشديد سياسته النقدية التي ستؤدي إلى ارتفاع العوائد الحقيقية، وفيما يلي بعض التصريحات المهمة جدا للإجابة عن سؤال إلى أين يتجه الدولار الأمريكي خلال العام الجاري، وفقا لما جاء على صفحات رويترز.


يمكن ملاحظة رحلة التأرجح التي سار فيها الدولار الأمريكي ما بين المكاسب والخسائر، إلا أن الانطباع الأولي لدى المستثمرين تؤكد على ضرورة عودة الدولار لمساره الطبيعي.

حيث يضبط المستثمرون ساعات مراكزهم الدولارية، على توقيت عمليات رفع أسعار الفائدة خلال الشهور المقبلة.

ويعلق المستثمرون على مسألة تحديد اتجاه الدولار، مؤكدين على أن هذا سيكون مرهونا بحجم العائدات الحقيقية.

كما سيكون الأمر مرهونا أيضا، فيما يتوقع حامل سندات الحكومة الأمريكية أن يتم تعديله وفقا للتضخم الذي أظهر بعض التراجع الشهر الماضي.

حيث يمثل ارتفاع العائد فرصة لجذب المستثمرين وغيرهم إلى الدولار الأمريكي، لتعتبر المصدر الداعم للدولار خلال الأعوام الماضي.

وعلى الرغم من تراجع العوائد على السندات بسبب عوامل التضخم، إلّا أن المراهنة على ارتفاع العوائد في الأشهر المقبلة في ظل سياسة الاحتياطي ستجلب الدولار للأعلى.

وقد قال جون فيليس، استراتيجي العملات الأجنبية والماكرو في بنك نيويورك ميلون:

“منذ الوباء، كانت المعدلات الحقيقية تقود الدولار، وهذا واضح اليوم أيضا”.

أما عن مسألة ارتفاع الدولار، فسيكون له آثار بعيدة المدى على كل شيء، بهدف مكافحة التضخم.

حيث سيسمح الدولار الأقوى للمستهلكين الأمريكيين بشراء السلع والخدمات والموارد من البلدان الأخرى بأسعار منخفضة.

إلا أنه سينال بشكل كبير من أرباح الشركات الأمريكية التي تصدر أو تعتمد على الأسواق العالمية للجزء الأكبر من مبيعاتها.

وقد قال ما يقرب من ثلثي الاستراتيجيين الذين استطلعت رويترز آراءهم الشهر الماضي:

“إن أسعار الفائدة من شأنها أن تغير كثيرا من معنويات المتعاملين في سوق العملات الأجنبية”.

كما وأكد المحللون على أن معظم العملات ستكافح من أجل تحقيق مكاسب مقابل الدولار في الأشهر المقبلة.

حيث أكدوا على أن العملة الأمريكية ستستفيد من تشديد الفيدرالي لسياسته النقدية، وسيجعلها المهمينة حتى 2022.

ويتوقع ثانوس بارداس ، كبير مديري المحافظ في Neuberger Berman ، بأن يرتفع الدولار مقابل العملات الأخرى بسبب ارتفاع العوائد.

كما ويُرجح أن يستفيد الدولار من بطء الإجراءات الأوروبية والآسيوية في التعامل مع التضخم، مقارنة بالوضع الأمريكي.

حيث يتوقع خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم في منتصف كانون الثاني أن التضخم في منطقة اليورو سيشتعل بشكل أكثر سخونة طوال عام 2022 مما كان متوقعا قبل شهر.

أما محللو مورجان ستانلي فقد قالوا:

“إن الدولار سيرتفع مقابل الين الياباني، بمساعدة التوقعات بأن بنك اليابان سيكون متشائما مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى”.

بينما قال تشاك تومز ، مدير المحفظة في مانولايف إنفستمنت مانجمنت في بوسطن:

“أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة لا تزال غير جذابة بشكل كبير لكنها في ازدياد والتوقع أنها ستستمر في أن تصبح أكثر جاذبية”.

في النتيجة ومن خلال ما سلف طرحه، فإن سؤال إلى أين يتجه الدولار الأمريكي خلال العام الحالي، يمكن الإجابة عنه بشكل إيجابي، وتوقع بأداء صاعد للدولار.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية