اداء اسواق الأسهم 2022 : ما هي أفضل الأسهم وما الذي يمكن أن يحدث في الربع الأول

حققت أسواق الأسهم العالمية لعام 2021 أداءً لافتاً بشكل جعلها من أفضل الوجهات الاستثمارية، وذلك لأسباب عديدة، كان على رأسها الحزم التحفيزية، والتفاؤل بالانتعاش الاقتصادي من الوباء، وفيما يلي سنشير إلى أداء اسواق الأسهم 2022 وما الذي يمكن أن يجري خلال الربع الأول من العام الحالي.


لقد ارتفعت مؤشرات أسواق الأسهم العالمية بشكل ملحوظ ولافت، بعد التفاؤل الكبير الذي دخل به المستثمرون إلى العام 2021.

حيث استمرار السياسات الحكومة الداعمة، وسريان حزم التحفيز الهائلة، وتخفيف قيود الإغلاق المفروضة نوعا ما.

إلّا أن احتمالية قيام البنوك المركزية بإزالة دعمها وعودة انتشار الفايروس، سيُمهدُ الطريق أمام التساؤلات عن مستقبل اسواق الأسهم للعام 2022.

وقد قالت كريستينا هوبر، كبيرة استراتيجيي السوق العالمية في شركة Invesco:

“السياسة النقدية والتحفيز المالي وإطلاق اللقاحات كانت محركات قوية لأسواق الأسهم”.

وقد أكدت كريستينا على أن الظروف السابقة، ساعدت الشركات على تحقيق الأرباح والتعافي من خسائر عام 2020.

فعلى المستوى الأمريكي، يتوقع أن يصل نمو الارباح على أساس سنوي إلى 45% بمجرد ظهور تقارير الربع الرابع.

وهو الأعلى على الإطلاق منذ عام 2008، وفقا لبيانات FactSet.

بينما  قال جيم بولسن، كبير محللي الاستثمار في مجموعة Leuthold Group :

“على الرغم من وجود التضخم، والصراعات السياسية، إلّا أننا أمام أرباح قياسية، وهو ما لا يمكن للأسواق المالية تجاهله”.

وهو ما يمكن أن نراه بشكل جليّ خلال العام 2021؛ حيث لازمت الصراعات، والمشاكل التجارية، ومعدلات التضخم أغلب شهور العام، ولكن ذلك لم يدفع الأسواق المالية سوى للتحليق عاليا.

حيث ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز بنسبة 27% لعام 2021، بقيادة أسهم الطاقة والعقارات وأسهم الصحة، وهي الأسهم التي يرجح بأنها ستبقى ضمن مستوياتها الصاعدة.

أسهم التكنولوجيا في مكان آخر!

يبدو أن أداء الأسهم التكنولوجية سيستمر في ارتفاعاته، خاصة مع اعتبار العام 2022 العام الممهد لعصر الميتافيرس، من قبل العديد من الشركات مثل جوجل وأبل وفيسبوك (ميتا حاليا)، ومايكروسوفت.

ونحن أمام أسماء شركات عملاقة تمكّنت من مضاعفة قيمتها السوقية، مثل:

  • مايكروسوفت، التي ارتفعت بنسبة 51% لتصل إلى 2.5 تريليون دولار.

  • أبل، ارتفعت بنسبة 34% لتحقق 2.9 تريليون دولار أمريكي.

ولا يتعلق الأمر بأسواق التكنولوجيا الأمريكية فحسب، فقد شهدت الأسهم التكنولوجية الأوروبية والآسيوية تحسّنا هي الأخرى، باستثناء الصين.

حيث شهد كل من قطاع التعليم والتكنولوجيا الصينية، حملة تنظيمية شرسة من قبل الحكومة الصينية؛ بهدف فرض السيطرة شبه التامة والحفاظ على الخصوصية.

إذن كيف سيكون اداء اسواق الأسهم 2022 ؟

لا يزال المستثمرون متفائلين بإمكانية استمرار الأسهم في مسارها التصاعدي خلال العام 2022، ولكن بلهجة حذرة.

فقد شهد المستثمرون أول امتحان بعد ظهور متغير اوميكرون وانتشاره، وكيف اهتزت الأسواق في أعقاب هذه الأخبار.

وهو ما يصنع اهتزازا في الثقة الاستثمارية بسبب التقلبات الوبائية غير المتوقعة خلال العام القادم.

كما وتظهر لهجة الحذر بعد حديث العديد من الدول عن بدء تشديد سياساتها النقدية للتخفيف من الضغوط التضخمية.

إلا أننا وإن قمنا باستثناء هذين العاملين (السياسات النقدية المتشددة والعوامل الصحية)، كأحد أبرز وأهم عوامل لهجة الحذر التي يتعاطى بها المستثمرون أثناء تعاملهم مع أسواق المال، فإننا سنبقى أمام تفاؤل عام.

حيث قال العديد من المستثمرين إن الارتفاع السريع في أسعار الأسهم مقارنة بغيرها من الأصول، يعني أنها ستحتفظ بجاذبيتها في العام الجديد.

وقد قال “أندرو بيرنر” رئيس الدخل الثابت الدولي في National Alliance Securities:

“إن الربع الأول من العام القادم سيحمل تصحيحا ما، ليدفع الاسواق للتراجع بعض الشي”

ولكنه ختم قائلا:

“لن يكون تصحيحا مستداما على وجه التأكيد، ولكن لا يوجد شيء سيوقف ارتفع الأسهم في النصف الأول من عام 2022”.


مصادر إعداد المقالة:

Global stocks deliver third year of double-digit gains، موقع فاينانشال تايمز.

2022 will be the biggest year for the metaverse so far، موقع CNBC.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية