كشف اسرار صلصة الكاتشب : اصلها ليس من الطماطم وسر الرقم 57 في كاتشب هاينز

تشير الأبحاث والإحصائيات إلى أن 97% من الأسر الأمريكية تمتلك الآن زجاجة واحدة من الكاتشاب في بيتها، فيما تشير أبحاث أخرى بأن هذه الصلصة الحمراء هي بطلة التوابل الأمريكية، وفيما يلي سنشير إلى اسرار صلصة الكاتشاب العجيبة، وما هو أصلها، إلى جانب حقائق اقتصادية مثيرة عنها.


على الرغم من إشارتنا السابقة إلى أن هذه الصلصة تعتبر بطلة التوابل الأمريكية، إلا أن هناك بعض المراجع التي تشير إلى أصل مغاير لها.

حيث يأتي اسم الكاتشب من كلمة “ge-thcup” أو “koe-cheup”، وهو اسم صلصة مشتق من السمك المخمر.

كما تعتقد المراجع بأن التجار أحضروا صلصة السمك من فيتنام إلى جنوب شرق الصين.

بينما تشير الوثائق الأخرى إلى احتمالية قيام البريطانيين بحمل هذه الصلصة من جنوب شرق آسيا، وأعادوا صناعتها وفقا لأذواقهم.

وهذا ما ذكر في وصفة تم نشرها عام 1732 تحت اسم “كاتشب في معجون” بقلم ريتشارد برادلي، والتي أشارت إلى أن أصل هذه الصلصة يعود إلى بنكولين في جزر الهند الشرقية.

ولكن ما ذكر أعلاه تحدث عن أصل هذه الصلصة وليست الصلصة المعروفة الآن والتي لم يكن سلفها يستخدم الطماطم أساسا.

اسرار صلصة الكاتشب : ما هو أصل هذه الصلصة؟

ظهرت أول وصفة أمريكية حديثة معروفة لصلصة الطماطم في عام 1812، والتي كتبها العالم وعالم البستنة الأمريكي جيمس ميس.

حيث أشار جيمس إلى الطماطم باسم “تفاح الحب”، حيث تحتوي وصفته على لب الطماطم والتوابل والبراندي لكنها تفتقر إلى الخل والسكر.

وتشير الوثائق إلى أن جيمس قام بتطوير وصفات الكاتشب السابقة في بريطانيا او صلصة الفرنسيين المستخدمة في حرب هايتي.

وعلى الرغم من أن سر نجاح الكاتشاب عاد آنذاك لإمكانية الاحتفاظ به لمدة عام، إلا أن الاحتفاظ به كان أمرا صعبا جدا لسبب آخر.

حيث واجه جيمس مشكلة تتعلق بقصر مدة موسم زراعة الطماطم.

وهذا الأمر دعا بعض المنتجين للقيام بعدة محاولات لتخزينه، وهو ما دفعهم إلى الحاق الضرر بالصلصة وسمعتها.

حيث تم وصفها بالصلصلة القذرة والمتحللة والفاسدة وذلك عام 1866 من قبل الطباخ الفرنسي “بيير بلوت”.

وقد وجدت التحقيقات أن الكاتشب يحتوي على مستويات غير آمنة من المواد الحافظة، والتي تصل إلى درجة القتل مثل:

  • قطران الفحم للحصول على اللون الأحمر.

  • بنزوات الصوديووم التي تؤخر التلف.

ولكن الدكتور هارفي واشنطن وايلي والذي كان مناصرا لفكرة هذه الصلصة، رأى عدم ضرورة إضافة هذه المواد، وهو ما دفعه إلى الشراكة مع رجل سيغير من مستقبل هذه الصناعة.

الشراكة مع هنري ج.هاينز:

دخل وايلي في شراكة مع رجل من بيتسبرغ، بنسلفانيا، يُدعى هنري ج. هاينز الذي بدأ في إنتاج الكاتشب في عام 1869.

حيث كان هاينز مقتنعًا أيضًا بعدم ضرورة إضافة المواد الكيميائية الضارة إلى الكاتشب للحصول على خصائصه.

وقد طور هاينز وصفة تستخدم الطماطم الحمراء الناضجة التي تحتوي على مواد حافظة طبيعية تسمى البكتين التي تؤخر التلف.

كما كان هاينز رائدا في استخدام الزجاج؛ حيث وجد بأن العملاء يرغبون أيضا برؤية ما يشترونه من الداخل.

وسرعان ما بدأت الشركة التي عرفت باللقب الثاني من اسم الرجل؛ حيث باعت شركة هاينز خمسة ملايين زجاجة كاتشب عام 1905.

وقد سارع الطهاة باستخدام الكاتشب الجاري بدلا من البهارات بشكل كبير في كتب الطبخ.

بينما اكتشفت رباة المنازل أن الكاتشب المحلي الصنع لم يكن طعمه مستساغا، فاقبل الجميع على شراء الكاتشب المُصنّع من قبل هاينز.

وما زالت مبيعات كاتشب هاينز تحقق مبيعات مذهلة، حيث تصل المبيعات إلى 3 زجاجات لكل شخص سنويا.

أما عن الرقم 57 الذي تجده مكتوبا على علب الكاتشب فله دلالة مختلفة.

حيث اشتهرت الشركة بإنتاج 57 منتجا، ولكن بحلول الوقت الذي بدأت فيه الشركة في استخدام الرقم  كان لديها بالفعل أكثر من 60 منتجًا.

بينما ذكر هاينز نفسه بأن هذه الأرقام عبارة عن الرقمين المفضلين لديه هو وزوجته.


مصادر المقالة:

nationalgeographic

موقع history

كشف اسرار صلصة الكاتشب
كشف اسرار صلصة الكاتشب والرقم 57 على العبوة

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية