من أكبر البنوك الأمريكية: اقتصاد امريكا يواجه خطر الركود والصورة اصبحت قاتمة

حذر محللو بنك اوف أمريكا في مذكرة بحثية أسبوعية من أن صورة الاقتصاد الكلي تتدهور بسرعة وقد تدفع اقتصاد امريكا إلى الركود مع تشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية لترويض التضخم المتزايد.

حيث كتب مايكل هارتنت ، كبير محللي الاستثمار في بنك أوف أميركا ، في مذكرة للعملاء:

“صدمة التضخم تزداد سوءًا، و صدمة أسعار الفائدة بدأت للتو ، وصدمة الركود قادمة”.

حيث ربط هارتنت بين توقعاته وبين ما تحدث به بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أشار يوم الأربعاء إلى أمور مهمة وحساسة، أهمها:

  • تخفيض الأصول من ميزانيته العمومية البالغة 9 تريليونات دولار في اجتماعه في أوائل مايو.

  • رفع اسعار الفائدة بوتيرة متزايدة ومستمرة.

كما أكد الفيدرالي على أنه سيفعل ذلك بما يقرب من ضعف الوتيرة التي فعلها في ممارسة التشديد الكمي.

حيث يرى ضرورة القيام بهذا الأمر لمواجهة التضخم الجامح بشكل غير مسبوق منذ أربعة عقود ماضية.

وتتوقع الغالبية العظمى من المستثمرين أن يقوم البنك المركزي برفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس.

ويشير محللو البنك هذه الظروف المحيطة بالاقتصاد الأمريكي على أنها دفعت المستثمرين والجميع إلى التخوف من ابطاء النمو الاقتصاد الأمريكي، أو دفعه إلى الركود.

كما وقد انعكس هذا الشعور العميق بعدم الارتياح في سوق السندات الحكومية الأمريكية، من خلال ما يُعرف باسم انعكاس منحنى العائد، والذي حدث تاريخيًا قبل فترات الركود.

وعلى الرغم من تأكيد الاقتصاديين على أن الانعكاس في عوائد السندات لا يشكل بأي حال ضمانًا للركود.

إلا أنهم رأوا أيضا بأن هذا النمط في العائد على السندات يحدث قبل عامين من التراجع الاقتصادي في أي بلد.

بينما رأى محللون آخرون أن هناك عدد كبير من البيانات الاقتصادية الأخرى التي يمكن أن تكون بمثابة إشارات ركود ، بما في ذلك:

  • أرقام التوظيف المتذبذبة وغير المستقرة.

  • الإنفاق الاستهلاكي المتراجع.

مؤشرات غير عادية وغريبة جدا للإشارة إلى ان اقتصاد امريكا سيواجه ركودا:

ذهب البعض إلى مؤشرات غير عادية للإشارة إلى أن اقتصاد امريكا يواجه مشكلة ركود قادمة، وأهم هذه المؤشرات هي:

أولا. مؤشر ناطحة سحاب:

حيث طور الاقتصادي البريطاني أندرو لورانس ما يسمى بـ “مؤشر ناطحات السحاب” في عام 1999.

ويربط هذا الإجراء بين تشييد أكبر المباني في العالم وبدء أزمة اقتصادية.

وقد قال لورانس في مقابلة أجريت عام 2012 مع مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية غير الهادفة للربح:

“لقد نظرت إلى الوراء في أواخر القرن التاسع عشر، فوجدت ارتباطات بين الانتهاء من أطول المباني في العالم والأزمات الاقتصادية”.

ومن حيث ناطحات السحاب التي اكتملت مؤخرًا ، تم الانتهاء من:

  • برج Merdeka 118 في كوالالمبا في نهاية عام 2021 وهو ثاني أطول مبنى في العالم.

  • برج Steinway في نيويورك ، الذي يُقال إنه أرفع ناطحة سحاب في العالم وواحد من أطول ناطحات السحاب في نصف الكرة الغربي.

ثانيا. مؤشر الملابس الداخلية للرجال:

بالنسبة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق ألان جرينسبان ، فإن الأمر يتعلق ببيع الملابس الداخلية للرجال.

قال مراسل NPR روبرت كرولويتش في عام 2008 ، في خضم الأزمة المالية العالمية:

“إن جرينسبان أوضح له أنه نظرًا لأن الملابس الداخلية كانت من آخر قطع الملابس التي يتطلع الرجال إلى شرائها ، فإنها تعمل كمؤشر جيد على الأوقات العصيبة”.

وبحسب ما ورد قال غرينسبان:

“إن مبيعات الملابس الداخلية للرجال تميل إلى أن تكون متسقة تمامًا، لكن الانخفاضات في المبيعات تشير إلى أن الموارد المالية للرجال مضغوطة للغاية لدرجة أنهم قرروا التراجع عن شراء البدائل”.

ثالثا. مؤشر هملين:

ظهر “مؤشر hemline” على خلفية أطروحة في العشرينات من القرن الماضي لخبير الاقتصاد في كلية وارتون للأعمال جورج تيلور.

النظرية هي أن التنانير تصبح أقصر عندما تكون الأسواق في حالة صعود وتطول في فترات الانكماش.

وقد جمعت دراسة نُشرت في عام 2010 من قبل معهد الاقتصاد القياسي في كلية إيراسموس للاقتصاد في هولندا ، بيانات شهرية عن خطوط hemlines بين عامي 1921 و 2009.

حيث قال مؤلفو الدراسة:

“النتيجة الرئيسية هي أن الأسطورة الحضرية صحيحة ولكن بفارق زمني يقارب ثلاث سنوات”.

رابعا. مؤشر أحمر الشفاه:

طور رئيس مجلس إدارة Estee Lauder ، ليونارد لودر ، “مؤشر أحمر الشفاه” وسط الانكماش الاقتصادي في عام 2001.

حيث اقترح أن تنفق النساء أكثر على الكماليات الصغيرة ، مثل أحمر الشفاه ، كعنصر انتقائي عندما تكون الأوقات صعبة.


تم الاستناد في إعداد هذه المقالة على المواقع التالية:

CNBC

رويترز

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية