تراجع البحث العلمي الياباني وتدهور مكانة الجامعات اليابانية، والحكومة تتدخل العام القادم

إذا تحدثت عن الابتكار، فإنك لابد من أن تذكرَ اليابان، كأحد الفواعل الرئيسية، والمساهمين النشطين، في ما نحن عليه من تقدم، سواء على الصعيد التكنولوجي، أو الطبي، أو المعرفي إلى غير ذلك من مجالات الابتكار، إلا أن دور اليابان أخذ بالتنحي جانبا في السنوات الأخيرة،  أمام الهيمنة الأمريكية والأوروبية، فضلاً عن الهيمنة الصينية العظيمة، وهو ما دفع الحكومة لإطلاق صندوق هبات جديد لإنقاذ البحث العلمي الياباني .

وقد أدى تراجع الجامعات اليابانية في التصنيف العالمي، إلى الحث على التفكير بطريقة لإعادة اليابان صوب الطريق الصحيح.

فأطلقت الحكومة اليابانية صندوق هبات بقيمة 91 مليار دولار أمريكي؛ لإعادة البحث العلمي الياباني إلى الواجهة من جديد.

كما ويمكنك ملاحظة التراجع الياباني بشكل واضح، وذلك من خلال الاطلاع على مكانة الجامعات اليابانية عالميا.

فوفقا لتصنيف مجلة تايمز البريطانية الأخير، فإنه لم تتمكن سوى جامعتين يابانيتان من الدخول إلى قائمة أفضل 200 جامعة عالمية في عام 2021.

حيث جاءت جامعة طوكيو في المرتبة 36، وكيوتو في المرتبة 54، مقارنة بأقرب جاراتها، وهي جامعة تسنغهوا الصينية التي تحصلت على المركز العشرين.

ونحن إذ نتحدث عن هذا التراجع في البحث العلمي الياباني، فإننا سنكون أمام تراجع في أكبر مؤسستين تعليميتين مختصتين بالأبحاث، وهما:

  • معهد طوكيو للتكنولوجيا.

  • جامعة أوساكا أيضا.

كما واحتلت اليابان مرتبة متأخرة في مجال الأوراق العلمية التي تم الاستشهاد بها من حول العالم.

حيث تحصلت الدولة على المركز 11 عالميا مقارنة بالمركز السادس في العام 2019.

وبنسبة استشهاد لم تتخطى 10% بين أعوام 2016، 2018، وهي النسبة الأدنى في تاريخ اليابان الحديث.

أما عن أسباب تراجع البحث العلمي الياباني ، فتقول الجامعات بأن انخفاض المنح الحكومية، كان له عظيم الأثر.

حيث لم تخصص اليابان سوى 9 مليارات دولار أمريكي، كمنح للجامعات الوطنية اليابانية العام الماضي.

ونحن هنا أمام رقم بسيط جدا، مقارنة بمخصصات جامعة هارفارد البالغة 41.9 مليار دولار أمريكي.

ومن هنا، جاءت فكرة صندوق هبات جديد، تحت إشراف وكالة العلوم والتكنولوجيا اليابانية، التابعة لوزارة التعليم.

حيث سيتم التركيز على مجالات الاستثمار المالي في مختلف المجالات، من أسهم (65%) وسندات(35%)، محلية وخارجية، بهدف توجيه العوائد نحو البحث العلمي وعناصر أخرى ذات صلة.

وقد بات هذا الصندوق “صندوق الهبات الجامعي الياباني”، هو الأكبر في العالم برأس مال يقدر بتسعين مليار دولار.

إلا أن المراقبين انتقدوا الصندوق، وأشاروا بأنه لم يتمكن من جذب مواهب متمكنة في مجالات إدارة الاستثمار.

وقد قال “ماساكازو كيتا” كبير مسؤولي الاستثمار في الصندوق:

“إن التحدي الأكبر للصندوق هو جذب كبار المتخصصين في مجال الاستثمار، نظرًا لأن مستويات مكافآته كانت أقل بكثير من المعايير الدولية.”

حيث يقارن مدراء الاستثمار المحترفين، العوائد التي يقدمها هذا الصندوق، بصندوق استثمارات المعاشات التقاعدية الحكومي الياباني، وهو أكبر صندوق معاشات تقاعدية في العالم.

كما يقارنون العوائد التي يمكن أن يجنونها خلال عملهم في الصندوق، مقارنة بالعوائد التي يكسبونها في جامعة هارفرد.

حيث حصل مسؤولو الاستثمار في جامعة هارفارد على 5 ملايين دولار كعوائد سنوية.

وهو الأمر الذي يدفع إلى زيادة مشاكل البحث العلمي الياباني ، وذلك في حالة فشل أداء صندوق الهبات الجديد.


المصادر التي تم الاستعانة بها لكتابة المقال:

Japan bets on $90bn fund as universities lose ground to West: موقع asia.nikkei.com

Japan’s $90bn university fund struggles to draw talent despite size: موقع www.ft.com

ترتيب الدول الرائدة في مجال الأبحاث العلمية عربيا وعالميا للعام 2019: موقع كواليس المال

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية