الخطأ الذي قد يكبد بايدن الفوز في الانتخابات الأمريكية

حينما أقدم بايدن في أبريل من العام الماضي 2019 على الترشح إلى كرسي الرئاسة الأمريكية، قام بقديم برنامجه الانتخابي القائم على انتقاد سياسات الرئيس الحالي دونالد ترامب، إلا أن البرنامج احتوى على الخطأ الذي قد يكبد بايدن الفوز في الانتخابات الأمريكية .

فعلى الرغم من السياسة المعتدلة التي أعلن بايدن عن تبنيها في التعاطي مع مختلف الملفات، إلا أن المتفحص للشأن الأمريكي من جانب، ومحتويات برنامجه الرئاسي سيكتشف الخطأ الذي قد يكبد بايدن الفوز في الانتخابات الأمريكية .

حيث قام المرشح الأمريكي بالتركيز على موضوع العدالة الاجتماعية ومكافحة العنصرية، وهذا أمر تم استقباله بترحاب شديد.

إلا أن الشق الخاص بالاقتصاد في الخطة التي قدمها بايدن اشتملت على انتقاد دور الشركات الأمريكية أو العاملة في أمريكا.

وهذا ما دفعه للحديث عن زيادات ضريبية بقيمة 4 تريليون دولار خلال السنوات العشرة القادمة.

وهذا الأمر يتنافى مع ما قام به ترامب خلال ولايته الأولى، والتي قام على فوره بتخفيض ضريبي على الشركات.

وقد يشير البعض إلى انتقاد بعض المؤسسات المالية لأداء ترامب قبل موعد الانتخابات بقليل بسبب تأثير تغريداته على أداء الأسواق المالية.

إلا أن هذه الانتقادات لم تنعكس كثيرا على النتائج الأولية التي نشهدها هذه الأيام، حيث باتت الأمور تتجه نحو ترامب بشكل كبير.

أضف إلى أن بايدن وعد في برنامج الإنتاخبي زيادة حجم الإعانات الموجهة لدعم البطالة، وهو ما يستلزم حزما تحفيزية ضخمة.

وهو مثار الجدل لشهرين ماضيين من قبل مجلس الشيوخ والفيدرالي الأمريكي؛ بحيث لم يتم الخروج ببرنامج تحفيزي واضح حتى الآن.

وقد يتعجب البعض من سلوك المواطن الأمريكي الذي قد يتجه لترامب، ولكن الحقيقة غير ذلك.

فالمواطن الأمريكي لا ينتخب الرئيس مباشرة، ولكنه ينتخب من يمثله في مجلسي الشيوخ والنواب، والذي يقوم بدوره بالتصويت للرئيس.

وباعتبار أمريكا دولة رأسمالية قائمة على المؤسساتية بشكل أكبر من الفردية، فإن المسألة تتعلق بما تصبو إليه الشركات.

فالشركات وخلال عهد ترامب حققت نتائج تاريخية، من حيث ثروات أصحابها بشكل غير مسبوق.

ومن حيث أرباح الشركات وقيمتها السوقية في الأسواق المالية، والتي ارتفعت بشكل جنوني في العام 2019.

وبالنتيجة فقد يتمثل الخطأ في التعارض بين مصلحة الشركات التي تتحكم بالثروات والعاملين، وبين ما يعد به برنامج بايدن.

فهل يمثل برنامج بايدن الاقتصادي النقطة السوداء التي ستقلب عليه الطاولة، وستكبده خسارة كرسي الرئاسة الأمريكي؟

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية