الصين تتجه نحو الهيمنة العالمية عبر بوابة القمر: اعرف الخبايا والأسرار

أصبحت الصين أول دولة تهبط بنجاح على سطح القمر في القرن الحادي والعشرين ثلاث مرات ناجحة، وهو ما يؤكد على أن الصين تتجه نحو الهيمنة العالمية من بوابة جديدة وذلك إذا أدركت الحقائق الخمس التالية التي سيتم طرحها في هذه  المقالة.

حيث أرسلت الصين مركبة فضائية إلى القمر قبل شهر، لتعلن منذ أيام عن عودتها محملة ببعض العينات الصخرية القمرية.

وهو ما اعتبره المحللون تأكيدا على أن الصين ماضية في تحقيق أهدافها الفضائية طويلة المدى.

ولتفسير أن الصين تتجه نحو الهيمنة العالمية من بوابة جديدة وتحديدا من القمر، فإنه يجب إدراك ومعرفة الأمور التالية:

أولا. التمسك بالخطط والجداول الزمنية على خلاف أمريكا:

أثبتت الصين من خلال هذه الخطوة مدى التزامها وتمسكها بخططها وجداولها الزمنية على عكس الخطط الأمريكية.

وذلك حينما وعد جورج دبليو بوش أثناء فترة إدارته بأن رواد وكالة ناسا سيعودن إلى القمر بحلول عام 2020.

وهو ما تم إلغاؤه في زمن إدارة أوباما حينما تم تحويل الأنظار إلى جهات أبعد مثل المريخ.

ثانيا. امكانية استفادة الصين من الفضاء سياسيا وتكنولوجيا

تعتبر هذه الأخبار تأكيدا على اعتبار الصين للفضاء كمصدر للفخر الوطني، ووسيلة يمكن أن توفر أداة أخرى للدبلوماسية الدولية.

كما ستفتح الصين تنافسا عالميا في مجال الفضاء، سيكون مختلفا عما جرى بين أمريكا وروسيا في السابق.

وذلك لأن التنافس سيكون هذه المرة على موارد القمر والتي ستدفع إلى اكتشاف الفضاء بشكل أعمق.

ثالثا. أخبار الصين الأخيرة تؤكد على الهيمنة والبراعة التكنولوجية في علوم الفضاء.

إن قيام الصين بإرسال مركبة خلال أسابيع ثلاثة وعودتها محملة ب4.4 رطل من العينات القمرية، يؤكد على براعة الصين تكنولوجيا.

وقد علق بريندان كاري -رئيس العمليات في واشنطن في جمعية الكواكب- على الأخبار الصينية قائلا:

“لم يتكلم الصينيون عن نيتهم في أخذ زمام قيادة الفضاء بدلا من أمريكا، إلا أنهم يعملون ليصبحوا لاعبا رئيسيا.”

رابعا. القمر قاعدة روبوتية ثم قاعدة بشرية للصين

تعتبر الصينُ المهمةَ القمرية مألة ستدعم استكشاف الفضاء في العقود القادمة، حيث أكدت على أن القمر يمكن أن يكون قاعدة روبويتة في البداية لتتحول إلى قاعدة بشرية يوما ما.

وهذا ما يمكن أن ندركه من حديث النائب السابق لقائد برنامج رواد الفضاء الصيني تشانغ يولين لصحيفة The People’s Daily العام الماضي، حينما قال:

” إن المنطقة الواقعة بين الأرض والقمر ستصبح مجالًا واسعًا آخر لتوسيع مساحة معيشة الإنسان”

خامسا. القمر قد يولد فوائد اقتصادية للصين بتريليونات الدولارات:

فيما طرح مسؤول صيني من مؤسسة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية المملوكة للدولة العام الماضي فكرة مفادها أن الفضاء القمري يمكن أن يصبح منطقة اقتصادية تولد 10 تريليون دولار لاقتصاد أي بلد.

وعلى الرغم من أن برامج الفضاء العسكرية والمدنية الصينية لا تزال تلحق ببرامج الولايات المتحدة، إلّا أن أمريكا تُدرك تماما قوة الصين وقدرتها وتنظيمها.

وهو ما دفع مايك بنس نائب ترامب العام الماضي إلى الحديث عن خطط تسريع عودة أمريكا إلى القمر بحلول عام 2024، والتحذير من قوة الصين قائلا:

“إن الصين تريد الاستيلاء على الأرض الاستراتيجية القمرية لتصبح الدولة الرائدة في مجال الفضاء بدون منازع”.

ولم يستبعد مدير ناسا في حديث سابق له إمكانية تخفيف الحظر المفروض على التعاون بين ناسا والصين والمفروض وفق قانون تمويل وكالة ناسا عام 2011.

أما الآن فإن الصين تخطط لبناء محطة فضائية في مدار حول الأرض وعرضت أن يعمل هناك رواد فضاء من دول أخرى.

وإذا تمكنت الصين من القيام بذلك فإن هذا سيجعل الموقع المداري الصيني منافسًا لمحطة الفضاء الدولية بقيادة الولايات المتحدة وروسيا.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية