العقوبات الاقتصادية قد تؤثر على روسيا في أقوى أسلحتها الاقتصادية بسبب هذه الحركة

يبدو أن تأثير العقوبات الاقتصادية سيطال روسيا هذه المرة على صعيد تجارة النفط من خلال صناعة التأمين، وذلك أن شركات التأمين الأوروبية والأمريكية المهيمنة على السوق البحرية الدولية، قلصت من التغطية التأمينية لناقلات النفط الروسية بهدف تجنب انتهاك العقوبات المفروضة على روسيا.

وعلى الرغم من تجاهل روسيا للعديد من العقوبات، إلا أن مسألة التغطية التأمينية قد تشكل تهديدا صريحا ومباشرا للتماسك الروسي.

بل إنه وحتى السفن غير الروسية باتت معرضة الآن لخطر إسقاطها من قبل شركات التأمين الغربية إذا كانت تحمل الخام الروسي.

ويمكن لهذه الحركة من قبل شركات التأمين التأثير على نجاح روسيا في تحويل نفطها من أوروبا إلى آسيا.

بينما يشير البعض إلى تعميق مشاكل اسواق النفط، حيث ستزداد فجوة هذه الاسواق بسبب القيود المتزايدة على ثاني أكبر مصدر للخام في العالم.

وقد قالت أربعة مصادر ملاحية وصناعية لوكالة رويترز:

“إنه من المتوقع أن يصل الانسحاب خلال الشهرين القادمين وذلك مع توقع قيود أشد صرامة من قبل الاتحاد الأوروبي”

فيما قالت ماريا بيرتزيليتو، المحللة في شركة Signal Maritime Services، وهي شركة رائدة في إدارة ناقلات النفط:

“هناك ضغط مستمر على شركات التأمين البحري الدولية لعدم تغطية شركات الشحن في جميع أنحاء العالم لنقل النفط الروسي”.

كما أكدت على أن هذا سيحدث اضطراب أو فجوة قصيرة الأجل في قطاع التأمين البحري.

أما عن التغطية التأمينية، فإنه يتعين على السفن التجارية الحصول على تأمين الحماية والتعويض الذي يغطي الاضرار البيئية والإصابة.

ما الذي يمكن أن تفعله روسيا الآن؟

قد تكون شركات التأمين الموجودة في روسيا، والتي تعد من كبار المشترين للنفط الروسي، قادرة على التدخل.

وذلك من خلال توجيه أعمالها التأمينية إلى طرف ثالثا، أو ما يسمى بشركات إعادة التأمين.

إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أن أوروبا وأمريكا تهمين أيضا على سوق إعادة التأمين، مما سيعيق هذا التدخل.

إلا أن مايك سالتهاوس، رئيس قسم المطالبات في نورث، وهي جمعية لشركات التأمين التي تقدم تأمينا لحوالي 90٪ من السفن التي تسير في المحيط، قال:

“من المحتمل أن تحتاج شركات إعادة التأمين لضمانات حكومية بمليارات الدولارات، والتي قد تقدمها صناديق سيادية من الصين ورسيا”.

ما وضع النفط الروسي الآن تجاه هذا النوع من العقوبات الاقتصادية ؟

في الوقت الحالي، يشتري العملاء في الهند والصين شحنات النفط الروسي الرخيصة التي تم تجنبها في الغرب.

حيث عادت صادرات النفط الروسية إلى متوسطها قبل الغزو في أبريل، وفقًا لتقرير صدر هذا الشهر من وكالة الطاقة الدولية. 

بينما وفي غياب شركات التأمين الغربية ، تتجه روسيا إلى شركات التأمين المحلية بما في ذلك المزود رقم 4 في البلاد Ingosstrakh.

وقد قفز نصيب الهند، الحليف القديم لروسيا، من صادرات النفط الروسية إلى 10٪ من الصفر منذ بداية هذا العام ، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

حيث لا ترى نيودلهي أن التأمين يشكل حاجزًا أمام عمليات الشراء المستقبلية.

وذلك لأن الشركة الروسية Ingosstrakh تتحمل المسؤولية عن أي مخاطر تحدث في البحار.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية