الغزو الروسي لاوكرانيا : لماذا ستخسر الشركات الاسرائيلية الكثير إذا تم غزو أوكرانيا

لقد نشطت شركات التكنولوجيا الإسرائيلية في اوكرانيا منذ بداية عصر الانترنت، وذلك للعديد من الأسباب والمعطيات، إلا أن الغزو الروسي لاوكرانيا بات بطاقة تهديد كبيرة لهذه الشركات.

لقد تحدث العديد من المسؤولين في الشركات التكنولوجية الإسرائيلية عن مدى تخوفهم من الغزو الروسي لاوكرانيا.

حيث تحدث مبرمج الكمبيوتر بيتر كولميتس، وهو إسرائيلي يتحدث الروسية ويعيش في أوكرانيا، عن مدى قلقه الكبير من هذا الغزو المحتمل.

كما قال لموقع جلوبس الناطق باللغة الانجليزية:

“عندما ترى ما يجري على التلفزيون من حشد للجنود الروس، وتخزين الناس للأطعمة المعلبة، وتخطيط البعض للهرب إلى كييف او بولندا، فإنك ستكون مرهقا بشكل كبير”.

وتقدم شركة هذا الرجل، وهي شركة البرمجيات  IdeaSoft خدماتها للشركات الإسرائيلية منذ فترة.

وهو الأمر الذي تعمل به شركات تكنولوجية أوكرانية عديدة؛ حيث أصبحت أوكرانيا كوكيل أعمال لقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.

وقد قال عملاق التعهد بالتوظيف Ciklum VP Eran Cohen:

“إن هناك ما بين 15-17 ألف موظف يقدمون خدماته لشركات التكنولوجيا الاسرائيلية”.

وهو ما يجعل اوكرانيا، وفقا لحديث الشركة وارقامها، عاملا حاسما في نمو اسرائيل.

انواع الموظفين الأوكرانيين:

ينقسم هؤلاء الموظفون إلى فئتين رئيسيتين، وهما:

فئة تعمل لدى شركات تعهد بالتوظيف مثل Ciklum و Aman Group، والتي تقدم خدماتها للشركات الإسرائيلية التكنولوجية.

بينما يعمل عمال آخرون بشكل مباشر لدى شركات اسرئيلية مثل Playtika و Plarium و Wix و MoonActive .

ويعمل حوالي 5000 أوكراني بشكل مباشر في الشركات الإسرائيلية.

لماذا أوكرانيا بالتحديد؟

لقد نمت رغبة الشركات الاسرائيلية خلال العام الماضي، في توظيف موظفين في أوروبا الشرقية في صربيا وبلغاريا وبيلاروسيا وبولندا، وقبل كل شيء أوكرانيا.

وقد فسر ذلك ألون بن نون، مدير قسم التكنولوجيا الفائقة العالمية في مجموعة أمان ذلك، قائلا:

“إن الجائحة أكدت على انه لا يوجد فرق بين موظف يعمل من المنزل في تل ابيب، أو من يجلس في أوكرانيا”.

كما قال أيضا:

“إن تعيين موظفين موهوبين في اسرائيل بات أمرا صعبا، حيث ارتفعت فترة ايجاد الموظف من ثلاثة شهور إلى تسعة شهور”

بينما أكد الكثيرون من مدراء ومسؤولي الشركات التكنولوجية الاسرائيلة على مسألة الأجور المنخفضة مقابل الجودة المميزة.

وقد ربطوا هذا الإقبال بمسألة ارتفاع مستوى الأجور في اسرائيل خلال العامين الماضيين.

وفي النهاية، فإن هذا الغزو سيعتبر تهديدا مباشرا لنمو الشركات التكنولوجية التي تمثل القطاع الحيوي الأهم لدى دولة الكيان.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية