الهند تتجه نحو النفط الروسي لهذا السبب وهذا هو حجم مشترياتها المريب في شهرين

في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى تصدير منتجاتها النفطية إلى دول وأسواق جديدة بسبب تشديد العقوبات الغربية على اقتصاده، تأتي الهند كواحدة من أبرز مستوردي النفط الروسي بأسعاره المخفضة.

ويبدو بأن هذا التوجه الهندي، سيكون مزعجا للولايات المتحدة الأمريكية التي قالت وفقا لما جاء على صفحات bbc:

“إن واردات النفط بهذا الشكل لا تنتهك العقوبات، ولكن دعم روسيا، سيكون دعما للغزو الذي سيكون له آثار مدمرة”.

وعلى الرغم من ارتفاع حجم واردات الهند من النفط الروسي، إلا أن النفط الآسيوي والأمريكي ما زال يحتل صدارة الامدادات الهندية.

حيث لم تشترِ الهند من روسيا عام 2021 سوى 12 مليون برميل، أي ما يساوي 2% من إجمالي وارداتها كما يتضح في الرسم أدناه.

ولكن البيانات الأخيرة تشير إلى أن الهند قامت بعقد صفقات بحجم 6 ملايين برميل منذ بداية شهر آذار.

بينما لم تستورد فيه الهند أي نفط من روسيا خلال شهري يناير وفبراير وفقا لبيانات kpler.

ويبدو أن سعي الهند نحو هذا الأمر هو أمر منطقي، نظرا لأنها تعتبر ثالث أكبر مستهلك للنفط عالميا بعد الولايات المتحدة والصين.

بينما تقوم باستيراد 80% من النفط عالميا لمقابلة حاجاتها المختلفة، سواء الاستهلاكية أو التصنيعية.

 

الجهات التي تشتري الهند منها احتياجاتها من النفط (نسبة مئوية)

كما تقول الحكومة الهندية إنه حتى لو اشترت مزيدًا من النفط من روسيا، فإن ذلك لن يكون بحجم ما يتم استيراده من غيرها.

ويبدو أن النفط الروسي سيكون جذابا للهند في الدرجة الأولى التي قامت بالفعل بعقد صفقات تغطي شهري آذار وأبريل.

بينما سيبدو جذابا أيضا للصين، والتي أشارت صحيفة الفاينانشال تايمز إلى أنه ستكون الطرف التالي للشراء.

حيث ستستفيد هذه الأطراف من مسألة انخفاض نفط الاورال الروسي بعد العقوبات المفروضة.

ويقول مات سميث ، المحلل في Kpler:

“لا نعرف يقينا السعر الذي تدفعه الهند، ولكن سعر الأورال الروسي مقارنة بخام برنت، جاء أقل بثلاثين دولارا على أقل تقدير”.

كما أضاف قائلا:

“مع استمرار الانخفاض سيصل الفارق بين الأورال وبرنت إلى مستوى قياسي هو الأبرز على الإطلاق”

ويبدو أن الهند تسعى إلى معالجة الهزات الاقتصادية التي تعرضت لها بعد الحرب الروسية.

حيث انخفضت قيمة الروبية الهندية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 77 تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي.

كما عبرت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيترامان عن مخاوفها بشأن تأثير الحرب على تجارة البلاد مع كل من روسيا وأوكرانيا.

حينما قالت وفقا لموقع فوربس:

“ما يجري سيكون له تأثير على وارداتنا الفورية وعلى صادراتنا بشكل متساوٍ … نحن قلقون بشأن ما سيحدث لمصدرينا”.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية