بنك دويتشه بنك الألماني يقرع جرس الإنذار: المستجدات والتأثيرات المحتملة

رويترز: تحدث المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون خلال الأسبوعين الماضيين عن أن الأزمة المصرفية التي طالت بنوكا صغيرة لن تكون ذات أثر على البنوك العملاقة بشكل مباشر، ولكن وخلال الأسبوع الأخير فقط، تحدثنا عن انتهاء مصير بنك يزيد عمره عن  150 عاما في سويسرا، واليوم فإننا نتحدث عن أزمة تطال بنكا أوروبيا آخر بنفس العمر تقريبا وهو بنك دويتشه بنك الألماني وذلك بعدما ارتفعت مساء يوم الخميس تكاليف التأمين ضد التخلف عن السداد على خلفية القلق والذعر الذي يجتاح العالم بأسره.

وقبل الدخول في التفاصيل؛ 

فإن الحديث عن مستقبل الدولار الأمريكي والذهب وأي ملاذ آمن (طالع هنا للتعرف على الملاذات الآمنة)، سيرتبط ارتباطا كليا بمجريات الاحداث القادمة على الساحة المصرفية.

وفي حال عدم التدخل السريع والعاجل لحل المشاكل المصرفية، فإن أي بيان اقتصادي سيطال الدولار سيكون أقل تأثيرا مما مضى، حيث ستحتل الأزمة في حال عدم معالجتها وتفاقها نصيب الأسد في التأثير على الدولار.

حيث إن ارتفاع وتيرة الأزمة سيدفع الناس للتوجه نحو الذهب والدولار والأسهم الدفاعية لحفظ قيمة ثرواتهم.

التفاصيل: بنك دويتشه بنك الألماني يقرع جرس الإنذار: المستجدات والتأثيرات المحتملة

هوت أسهم دويتشه بنك الألماني ، بل أكبر بنك ألماني يوم الجمعة وسط قلق المستثمرين من أن المنظمين والبنوك المركزية لم تحتو حتى الآن أسوأ صدمة للقطاع منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وقد كانت المؤشرات الأوسع على ضغوط الأسواق المالية تومض أيضًا، حيث:

انخفض اليورو مقابل الدولار.

انخفضت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو.

ارتفعت تكاليف التأمين ضد التخلف عن سداد البنوك على الرغم من تأكيدات صانعي السياسة بأن النظام المصرفي العالمي آمن.

وفي أحدث محاولة لطمأنة المستثمرين ، قالت وزارة الخزانة الأمريكية جانيت يلين:

“إن مجلس مراقبة الاستقرار المالي – الذي يضم رؤساء مختلف المنظمين الأمريكيين – وافق في اجتماع يوم الجمعة على أن النظام المصرفي الأمريكي سليم ومرن”.

حيث ترأست جانيت الاجتماع، ولتراقب الأسواق تعليقاتها عن كثب للإشارة إلى مدى استعداد السلطات لدعم القطاع المصرفي.

وفي وقت سابق من اليوم، تم دفع دويتشه بنك الألماني إلى دائرة الضوء من قبل المستثمرين.

وتراجع بنسبة 8.5٪ إلى جانب قفزة حادة في تكلفة تأمين سنداته ضد مخاطر التخلف عن السداد.

وأغلق مؤشر أكبر أسهم البنوك الأوروبية منخفضًا بنسبة 3.8٪.

حيث قال جوزيف تريفيساني ، كبير المحللين في FXstreet.com:

“باتت السوق مريبة، والإرهاق هو أفضل وصف لما يحدث، وهناك المزيد من المشاكل التي يمكن أن تحدث”.

كما قال أيضا:

“إن حل الأمر يستغرق وقتا، حيث يجب أن يستغرق أسابيع دون اي مشاكل في النظام المصرفي”.

وقد شدد المحللون المصرفيون على الرق بين بنك كريدي سويس، وبنك دويتشه بنك، حيث قالوا:

“إن البنك الألماني يتفاخر بأساسيات قوية وربحية جيدة”.

بينما قالت شركة الأبحاث Autonomous:

“إن دويتشه بنك ليس بنك كريدي سويس”.

كما كتب محللو جي بي مورغان:

“لسنا قلقين، فأساسيات دويتشه صلبة”.

وأشار بول فان دير ويستهويزين ، كبير المحللين الاستراتيجيين في رابوبنك ، إلى ربحية دويتشه باعتبارها “الفارق الأساسي” بين البنكين الأوروبيين.

مؤكدا على أن كريدي سويس لم يكن لديه توقعات مربحة لهذا العام على خلاف دويشته بنك.

بينما قال المستشار الألماني أولاف شولتز:

“إنه بنك مربح للغاية لا داعي للقلق”.

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فقدت اسهم البنك خُمس قيمتها حتى الآن هذا الشهر.

كما قفزت تكلفة مقايضات التخلف عن سداد الائتمان لمدة خمس سنوات – وهي شكل من أشكال التأمين لحاملي السندات – إلى أعلى مستوى لها في أربع سنوات يوم الجمعة.

بينما قالت شركة البيانات المالية Ortex :

“إن البائعين على المكشوف حققوا أرباحًا تزيد عن 100 مليون دولار من المراهنات الورقية على أسهم دويتشه بنك خلال الأسبوعين الماضيين”.

وبدأ الذعر يمتد إلى خارج أوروبا ليطال بنكا عملاقا أميريكا مثل جي بي مورغان الذي اغلق منخفضا بنسبة 1.5%.

ولكن صناع السياسة النقدية ما زالوا يشددون على أن هذه الأزمة تختلف تماما عما حدث قبل 15 عاما.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية