بورصة هونغ كونغ، وسبب اهتمام الصين بها

بورصة هونج كونج والمعروفة اختصارا SEHK؛ تعتبر ثالث أكبر بورصة في آسيا من حيث القيمة السوقية بعد بورصة طوكيو وبورصة شنغهاي، ورابع أكبر سوق للأوراق المالية في العالم.

تعود ملكية هذه البورصة لشركة هونغ كونغ للصرافة والمقاصة المحدودة (HKEX) ، وهي شركة قابضة مُدرجة في البورصة أيضا، ومنذ العام 2017 أصبح التداول الكترونيا بشكل تام.

تبلغ قيمة الشركات المُدرجة في بورصة هونغ كونغ ما قيمته 29.9 دولار هونغ كونغ (3.86 تريليون دولار) بعدد شركات يناهز 2300 شركة.

بورصة هونغ كونغ 1986
بورصة هونغ كونغ 1986

بدايات بورصة هونغ كونغ:

تعود بدايات البورصة للعام 1866، إلا أن العام 1891 هو العام الذي شهد رسميا تأسيس سوق الأورقا المالية، وقد تغير اسمها من سوق الأوراق المالية إلى بورصة هونغ كونغ عام 1914.

ولم يكن هناك بورصة واحدة في هونغ كونغ، بل كان هناك أربعة حتى تم تأسيس بورصة هونغ كونغ المحدودة الموحدة عام 1980، وقد تمت عملية إصلاح هيكلية في القوانين والبنية التحتية، فتم إنشاء الجهة المشرف على البورصة وهي لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة (SFC) عام 1989.

بورصة هونغ كونغ في البدايات

كيف تحسن أداء بورصة هونغ كونغ؟

في العام 1992 تم إدخال نظام تبادل المقاصة والتسوية المركزي، ونظام مطابقة الطلبات وتنفيذها تلقائيًا (AMS) في العام التالي،

وقد أدت هذه التحديثات إلى حدوث مراجعة ذاتية داخلية في البورصة وشفافية في تنفيذ اللوائح والقواعد الناظمة بشكل أفضل.

وفي العام 1996، تم إطلاق منصات للتداول خارج مكاتب السماسرة، وهو ما أدى إلى تطوير أداء نظام التداول في الأعوام التالية.

في العام 1993 تم إدراج أول شركة صينية (Tsingtao Brewery) في البورصة، ثم تم إدخال البيع على المكشوف عام 1994.

(وباختصار شديد يعني البيع على المكشوف بيع أسهم لا يملكها المستثمر، ليقوم بشرائها لاحقا بأسعار أقل من سعر البيع)

ميزة هذه البورصة تتمثل في العقلية السباقة؛ حيث قامت في العام 1999 بإنشاء سوق لنمو المشاريع؛ بهدف تمويل مختلف المشاريع وخاصة الصناعية والتكنولوجية.

وفي 2000 تم دمج بورصة هونغ كونغ للعقود المستقبلية وبورصة هونغ كونغ وشركة المقاصة في شركة قابضة جديدة وواحدة.

مقر البورصة
مقر البورصة

نمو بورصة هونغ كونغ:

إذا ما تحدثنا عن نمو الشركات المُدرجة في هذه البورصة، فنحن نتحدث عن ارتفاع في عدد الشركات المُدرجة من 249 شركة عام 1986 لتصل إلى 2315 شركة.

وقيمة سوقية إجمالي بقيمة 245 مليار دولار هونغ كونغ لتصل إلى أكثر من 29 تريليون دولار هونغ كونغ.

تم اعتبار هذه البورصة من قبل أحد المصادر غير الرسمية على أنها الأسرع نموا في آسيا.

أهم الشركات المُدرجة في هونغ كونغ:

تحتوي هذه البورصة على آلاف الشركات، وتمتلك عشرات الشركات الكُبرى والمهمة جدا، ومن أهمها:

1. أهم شركات التكنولوجيا والألعاب العالمية: شركة تينسنت القابضة.

2. أهم وأكبر البنوك العالمية:

3. أهم شركات التأمين الآسيوية والعالمية، ومنها:

  • شركة الصين للتأمين على الحياة

  • شركة الصين والمحيط الهاديء للتأمين.

هونغ كونغ بوابة الصين على الغرب
هونغ كونغ بوابة الصين على الغرب

لماذا تهتم الصين باقتصاد هونغ كونغ؟

قد لا يمثل حجم اقتصاد هونغ نسبة كبيرة من اقتصاد البر الرئيسي الصيني، بنسبة لا تزيد عن 2.7%، ولكن الأهمية باختصار شديد تتمثل بالآتي:

تعتبر منطقة هونغ كونغ منطقة متقدمة جدا من حيث القوانين والأنظمة العالمية، بل هي بوابة الصين بالغرب، ويعتبرها البعض بأنها العاصمة العالمية للصين.

ولمن يسأل عن مدى حرية هونغ كونغ المالية، فإن ذلك يعود إلى اتفاقية “دولة واحدة ونظامان” والتي تم النص عليها حينما قامت بريطانيا بتسليم هونغ كونغ  للصين، والتي أعطت هونغ كونغ حرية التعبير والقضاء والاقتصاد.

أضف إلى ذلك أن بورصة هونغ كونغ تعتبر وسيلة لجذب الاستثمارات الأجنبية من قبل الصين.

أضف إلى ذلك أن الشركات الاستثمارية العالمية تستخدم بورصة هونغ كونغ كنقطة انطلاق للتوسع في البر الرئيسي الصيني.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية