تحديات اقتصاد اسرائيل : ارتفاع الاسعار، والهجرة العكسية، وتفاوت طبقي

في الوقت الذي يحتفل فيه الكيان الاسرائيلي برأس السنة اليهودية الجديدة، سيتعين على حكومة الكيان التركيز على ما يمكن وصفه بملف تحديات اقتصاد اسرائيل خلال الاشهر المقبلة، والتي قد تكون حاسمة بشكل كبير جدا، سواء في المجالات السياسية أو الدبلوماسية أو العسكرية أو المجتمعية أو الاقتصادية.

وفيما يلي لمحة عن تحديات اقتصاد اسرائيل وفقا لمقالة تم نشرها عبر i24NEWS.

أولا. ارتفاع الأسعار

يشير الصحفيون الاسرائيليون إلى ان ارتفاع الاسعار أصبح أمرا لا يطاق بشكل متزايد بالنسبة لنسبة كبيرة من الاسرائيليين.

حيث كان من الممكن أن يؤدي تعزيز الشيكل إلى خفض أسعار المنتجات المستوردة، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.

حيث لم يساعد التضخم وارتفاع أسعار الفائدة في الأشهر الأخيرة في خفض فواتير الأسر المعيشية.

ويؤكد الصحفيون على أن كل جهود الحكومة الاسرائيلية في القضاء على التضخم ما تزال عاجزة.

حيث قال دافيد نيمان ، الصحفي المتخصص في الاقتصاد:

“سيتعين على إسرائيل احتواء تأثير التضخم العالمي على البلاد، مع خطر استمرار ارتفاع الأسعار”.

ولكن نيمان أكد على أنه ما زال متفائلا قياسا بما يحدث لدى اقتصاديات كبرى مثل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

حيث قال:

“تكمن ميزة إسرائيل في الفسحة النقدية التي اكتسبتها بفضل صرامة الميزانية التي كانت قائمة منذ عشرين عامًا”.

كما أكد على أن نسبة الدين في إسرائيل منخفضة للغاية مقارنة بالغرب، على الرغم من الوباء.

فيما أكد على قوة احتياطيات الدولار ، وقوة الشيكل النسبية، مشيدا بأن اسعار الفائدة ما زالت أقل عما هو الحال لدى الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن البنك المركزي الاسرائيلي ما زال قادرا على رفع الفوائد في حالة ارتفع التضخم عن مستويات 4.6% الحالية.

ولكنه أشار إلى أمر خطير أيضا يتعلق بمغادرة العديد من الاسرائيليين من البلاد بسبب غضبهم من غلاء المعيشة.

ثانيا. ارتفاع اسعار العقارات:

لا تزال العقارات هي الموضوع المفضل للمحادثة بين الإسرائيليين؛ حيث  إن الارتفاع الذي لا يرحم في الأسعار هو مصدر قلق رئيسي.

وقد أكد المحللون على خطورة رفع الفوائد على القروض وتحديدا العقارية التي ستؤثر بشكل كبير على الطلب.

ثالثا. الحفاظ على حيوية قطاع التكنولوجيا:

قال المحللون فيما يتعلق بقطاع التكنولوجا:

“إن التكنولوجيا العالية هي المحرك الرئيسي لاقتصاد البلاد في العقد الماضي”.

حيث قال فلور سيتروك رئيس تحرير مجلة Innov’Nation التابعة لـ i24NEWS :

“على الرغم من أن بداية عام 2022 كانت أبطأ من عام 2021، إلا أن الشركات الإسرائيلية لا تزال تجمع ما يقرب من 10 مليارات دولار في النصف الأول من العام”.

رابعا. عدم المساواة:

شهدت إسرائيل طفرة اقتصادية غير مسبوقة على مدى العقد الماضي، مرتبطة بشكل خاص بالنجاح الكبير لقطاع التكنولوجيا الفائقة والاستثمارات الكبيرة.

حيث يوجد في البلاد ما يقرب من 107000 مليونير من أصل 9.7 مليون نسمة (واحد لكل 90!).

وهو ما يعني ضرورة التعامل مع التفاوتات الاجتماعية المتزايدة ، التي تعتبر من بين أعلى المعدلات في العالم.

وقد قال المحللون:

“يكسب نصف السكان في المتوسط سنويا (16930 يورو) بينما يكسب أغنى 10% من سكان البلاد (320700 يورو)”.

حيث قال درور إيفن سابير:

“إنه الأجور التي لا تواكب الارتفاع في تكلفة المعيشة “

خامسا. الحرب الروسية في أوكرانيا

استقبلت اسرائيل حتى الآن 24 ألف مهاجر روسي، معظمهم ممن عارض الحرب.

كما استقبلت إسرائيل 19 ألف أوكراني ، حصل الكثير منهم على وضع اللاجئ فقط ، وليس الجنسية.

حيث قال بيير كلوشيندلر ، مراسل i24NEWS:

“مع إعلان التعبئة الجزئية الأسبوع الماضي ، تتوقع إسرائيل موجة جديدة من الهجرة من روسيا في الأسابيع والأشهر المقبلة”.

وهذا يعني أن اسرائيل سيتعين عليها التعامل مع ملف الهجرة بشكل اقتصادي متوازن في مرحلة صعبة جدا.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية