توقعات أسعار خام الحديد : هل سيرتفع الحديد أم سيعود إلى الانهيار مرة أخرى

شهد خام الحديد ارتفاعا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بنسبة 25%، مرتدا من أدنى مستوى له في 19 شهرا، وذلك بدفع من التفاؤل بزيادة الطلب الصيني على الصلب للعام المقبل، وفيما يلي سنشير إلى توقعات أسعار خام الحديد للفترات المقبلة.


لقد أغلق سعر طن الحديد يوم الأربعاء عند 108.60 مرتفعا عن مستوى 87 دولارا التي شهدها في 18 نوفمبر الماضي.

إلا انه وعلى الرغم من ذلك، فإن خام الحديد يبقى بعيدا عن مستوياته القياسية التي حققها في 12 مايو الماضي، وذلك حينما وصل إلى 235.55 دولارا للطن.

توقعات أسعار خام الحديد تتجه نحو التفاؤل بسبب الصين!

يعتقد الكثير من المحللين، بأن الأسوأ بالنسبة لخام الحديد قد انتهى، وذلك وفقا لما جاء على صفحات رويترز، اعتمادا على عاملين رئيسين هما.

العامل الأول. زيادة الطلب الصيني على الحديد!

اعتمد هذا التفاؤل على تحسّن الطلب الصيني بشكل أساسي، وذلك لأن الصين تشتري 70% من خام الحديد بحرا.

إلا أن هناك من تساءل فيما إذا كانت التوقعات تعتمد على الأمل أكثر منها على الواقع.

وهنا يدافع المحللون عن توقعاتهم لأسعار خام الحديد، ويؤكدون على أن توقعاتهم تم بناؤها اعتمادا على بيانات الجمارك الصينية الأخيرة.

وذلك حينما أبلغت الجمارك الصينية عن ارتفاع واردات الخام الحديد لشهر نوفمبر بنسبة 14.6% عن شهر أكتوبر، لتصل إلى 104.96 مليون طن.

حيث يعتبر هذا الرقم  ارتفاعا من أدنى مستوى لخام الحديد في عام 2021 عند 123.95 مليون في أواخر يونيو.

كما ويعبر هذا الرقم عن الارتفاع الأفضل لخام الحديد منذ منتصف عام 2020.

التشكيك ما زال قائما حول هذا العامل، والرد هو:

لقد شكك البعض في قوة هذا العامل، وقال بأن هذه الزيادة ناجمة عن توقيت تخليص الجمارك في الصين للبضائع.

بل إن هناك من شكك في الرقم نفسه، وقال بأن رقم الواردات الذي أعلنته الجمارك الصينية، يختلف عن ارقام مستشارو السلع Kpler.

حيث قدّر مستشارو السلع حجم الواردات بـ97.01 مليون طن فقط، أي أقل بثمانية ملايين طن عن رقم الجمارك.

إلا أن هذا الرقم لا يجب قراءته بهذه الطريقة فقط؛

فمستشارو السلع Kpler يؤكدون من خلال أرقامهم أيضا على ارتفاع ورادات الصين من خام الحديد خلال الشهور الثلاثة الماضية إلى 302.6 مليون طن، بينما تشير بيانات الجمارك إلى 292.2 مليون طن عن الفترة نفسها.

وهذا ما يؤكد في النتيجة على تحسّن الطلب الصيني على هذا النوع من الخام.

بينما إن تفسير الاختلافات في الأرقام السابقة يعود إلى اختلاف توقيت تسليم وتخليص الشحنات.

العامل الثاني: توقع زيادة الانتاج لدى الصين العام المقبل!

يتوقع التجار ارتفاع الطلب على الصلب في العام المقبل، وذلك بدفع من التفاؤل بسياسات الصين فيما يتعلق بتحفيز النمو الاقتصادي لديها.

التشكيك بهذا العامل، والرد:

ولكن ذلك العامل أيضا يتعرض للتشكيك كما هو حال التشكيك في العامل الثاني.

حيث يرى البعض بأن التجار قاموا بزيادة استيرادهم لبناء مخزونات الحديد، والاستفادة من انهيار أسعار الحديد الذي جرى الشهر الماضي.

إلا أن هذا التشكيك أيضا، يمكن الدفاع عنه، بأن استفادة التجار من السعر المنخفض، ستعني أحد الأمرين:

  • إما الاستعداد للإنتاج مستقبلا.

  • أو البيع على أسعار مرتفعة مستقبلا.

إذن فبالنتيجة؛

يبدو أن السوق في وضع يسمح له بالانتعاش في الطلب على الصلب في النصف الأول من عام 2022، بناءً على التوقعات بأن بكين ستفتح مجددًا صنابير التحفيز لتعزيز النمو الاقتصادي.

وهناك بعض الأدلة على حدوث انتعاش في الطلب على الصلب في الصين.

حيث قامت السلطات في 6 ديسمبر بخفض مبلغ النقد الذي يجب أن تحتفظ به البنوك كاحتياطي للمرة الثانية هذا العام، وهي خطوة تطلق 1.2 تريليون يوان (188 مليار دولار) من السيولة طويلة الأجل.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية