لماذا يعتبر العالم خام برنت معيارا عالميا وكيف يتم تسعير برميل النفط

تعتبر تجارة النفط واحدة من الصناعات الكبيرة والمعقدة؛ حيث يذهب حجم كبير من النفط الخام المختلف إلى 700 مصفاة في جميع أنحاء العالم، بأنواع، وأسعار وكميات مختلفة، لتبلغ قيمة النفط الخام المنتج في عام 2019 حوالي 1.6 تريليون دولار، ويراقب العالم أسعار النفط بشكل حثيث وخاصة في ظل التوترات، وهو ما يدفعهم لمراقبة خام برنت وغرب تكساس على وجه التحديد، باعتبارهما معيارين عالميين لقياس الأداء السعري للنفط.

وفيما يلي أسباب اعتماد هذين النوعين من النفط كمعيار عالمي رغم وجود أنواع أخرى من النفط.

أولا. صفات النفط نفسه:

يختلف شكل النفط الخام بحسب الحقل الوارد منه والذي يحدد صفاته من حيث الكثافة والحموضة.

فهناك الخام الخفيف قليل الكثافة، والحلو منخفض الكبريت، وهما الصفتان اللتان تجعلان من البرميل سهلا في تكرير المنتجات المختلفة الناتجة عنه.

حيث ينتج بعض النفط الخام المزيد من منتج البنزين، والبعض الآخر ينتج المزيد من الديزل.

وانتاج النفط لنوع المنتج يحدد قيمته ومدى جاذبيته للشراء، فالنفط الذي ينتج بنزينا أكثر يكون جذابا للشراء والتكرير.

ثانيا. درجة الطلب على المنتجات الناتجة عن النفط الخام:

يعتمد هذا على الإشارات التي يرسلها المستهلك للمصافي في السوق الفوري، ففي حالة ارتفاع وتيرة الطلب على منتج نهائي ما من النفط، سيؤدي إلى رفع سعر النفط الخام الذي ينتج كمية كبيرة من هذا المنتج.

ونحن نتحدث عن سوق نفط فوري يتحرك بحوالي 40 مليون برميل يوميا على أقل تقدير، وهو السوق الذي يعطي إشارات فورية ومباشرة لأداء وتغير الأسعار.

لماذا يعتبر خام برنت العالمي وغرب تكساس معيارا عالميا للأداء السعري؟

كانت الحكومات سابقا هي التي تحدد أسعار النفط، إلا أن ذلك اختلف، وذلك بسبب:

  • زيادة الاهتمام بالآبار والنفط واعتباره الدم الذي يجري في شريان العالم.

  • صدمات حظر النفط العربي 1973، والثورة الإيرانية عام 1979،

  • نمو الشركات المستقلة والتجار الدوليين.

وليتحول سعر النفط العالمي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، مربوطا دوليا تقريبا بالأسعار التي تجري السوق الفورية.

وفي البداية كان موقع Arab Light في المملكة العربية السعودية وأربعين دولة في المملكة المتحدة هما الدرجات المعيارية الأولى.

ثم تمت إضافة برنت إلى السوق الفوري في أوائل الثمانينيات، ليواجه السوق الفوري قمعا من قبل السعودية، وهو ما تسبب في أن تصبح دبي وعمان مؤشرا إقليميا.

ولكن وفي عام 1983، أصبح خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي معيارا، بعد أن تم اختياره باعتباره الدرجة المرجعية الرئيسية للعقود الآجلة للنفط الخام.

ولكن ومع زيادة الاهتمام بانتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، تضرر خام غرب تكساس بسبب انخفاض الاقبال عليه، وتضرر أنابيب هذا النوع من النفط.

ليتحول خام برنت معيارا عالميا اعتبارا من عام 2010 بعد اضطرابات أسعار خام غرب تكساس الوسيط وتدهور مكانته كمعيار عالمي.

ويعتبر برنت النفط الخام الذي يتم تكريره في جميع أنحاء العالم بواسطة المصافي التي تشتري براميل النفط الخام.

ليعطي هذا النفط اشارات سعرية صاعدة أو هابطة للنفط في الأسواق الأخرى، وليصبح آلية تسعير ما يقرب من ثلثي انتاج النفط الخام في العالم.

أسباب ارتفاع شهرة خام برنت العالمي وخام غرب تكساس :

تعود أسباب شهرة خام برنت إلى ارتفاع حجم التداول القوي عليه، وسيولة المنتجات التي يقدمها هذا النفط، ومستوى القبول العالمي لهما.

حيث بلغ إجمالي أحجام التداول العالمية الفورية والآجلة المتعلقة بخام برنت 18.6 مليون برميل في اليوم.

كما يتمتعان بعدد كبير من المنتجين والبائعين، بحيث لا يمكن لأي كيان واحد أن يهيمن على الاداء السعري.

أيضا هناك معيار الجودة المتسقة، أو الجودة الثابتة نسبيا لمنتجات هذا النوع من النفط.

بينما يتعلق المعيار الأهم، بالقبول الواسع نظرا لصفاته الجيدة.

حيث يعتبر كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط زيتا خفيفا وحلوا ومقبولا على نطاق واسع، لأن كلاهما سهل التحسين، مما يزيد من شعبيتهما.

وفي الشرق الأوسط،

تعتبر دبي وسلطنة عمان معايير لتسعير النفط المتوسط ​​والحامض، ولكنهم يتداولون أساسًا بسعر تفاضل مقابل خام برنت.

بينما في الصين فالمسألة مختلفة، حيث تحاول الحكومة الصينية التحليق خارج السرب.

فقد بدأت بورصة الطاقة الدولية  في شنغهاي تداول أول عقد نفطي للبلاد في مارس 2018.

فلطالما ضغطت الحكومة في بكين من أجل عقد نفط بسعر اليوان الصيني ليعكس الأهمية المتزايدة للبلاد كأكبر مستورد للنفط في العالم.

وتجدر بالإشارة بأن الاهتمام العالم بخام برنت، دفعه ليكون المعيار الفعلي للسعر الفوري.

بينما تم اعتبار خام غرب تكساس الوسيط  أكثر جاذبية للاعبين الماليين على صعيد العقول الآجلة.


تم الاعتماد في إعداد هذه المقالة على كل من:

thebalance

rentar

theice

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية