أخطر سبعة تساؤلات لتوضيح مستقبل الاقتصاد يجب معرفتها

صدر كتاب الاقتصاد عاريا للمؤلف تشارلز ويلان عام 2001، وقد طرح فيه المفاهيم الاقتصادية بطريقة لطيفة ومشوقة، وكان من جملة ما طرحه الخاتمة، والتي حملت عنوان الحياة عام 2050: سبعة تساؤلات لتوضيح مستقبل الاقتصاد بعد خمسين عاما.

وأشار فيها إلى أهمية علم الاقتصاد وكيف يساعد على فهم وتحسين العالم وسد النقص الذي يواجهنا في الحياة.

وفيما يلي سبعة تساؤلات لتوضيح مستقبل الاقتصاد طرحها ويلان قبل عشرين عامٍ تقريبا:

السؤال الأول: كم دقيقة سيستلزم العمل لتوفير نفقة رغيف الخبز؟

وهذا السؤال يدور في فلك الإنتاجية، وهو سؤال على قدر كبير من الأهمية، وذلك لأن المسألة لم تعد مرتبطة ارتباطا أحادي الجانب.

فحينما قال ويلان بأن ارتفاع الإنتاجية بمعدل 1% سيرفع المستوى المعيشي بمقدار 60%، كان يؤكد على أن ذلك مرهون بالاستمرار في العمل بنفس الجدية والحجم في العمالة أيضا.

ولكن الواقع يذهب إلى تبني الآلة على حساب اليد العاملة لتخفيض التكلفة الانتاجية على أصحاب رؤوس الأموال ليس أكثر.

بل إن هذا يطرح قدرا كبيرا من الفلسفة حول إذا ما ستساعد الآلة على توفير حياة كريمة ومريحة للإنسان، أما أنها ستدفعه إلى سن التقاعد مبكرا.

السؤال الثاني: كم سيبلغ عدد النائمين تحت كوبري واكر درايف؟

هذا السؤال يوجه إلى أمريكا التي ترزح في الفقر الخفي، وتعيش في تباين شديد بين الفقراء والأثرياء.

وقد جاء هذا الطرح متوافقٌ مع مقالة سابقة لنفس الكاتب بعنوان “الفقر في أمريكا” عام 2000.

السؤال الثالث: هل سنستخدم السوق بطرق خيالية لحل المشاكل الاجتماعية؟

يبدو أن هذا السؤال متشعب بشكل كبير جدا، حيث أننا في طريقنا لتغيير شكل الأسواق وتحديدا بعد الجائحة الحالية.

ولكن الكاتب أشار إلى أمر آخر، حيث أكد أن الأسواق بصورتها التقليدية دفعت إلى الكثير من المشاكل على الصعيد الاجتماعي وذلك لما للسوق من معانٍ ربحية بحتة عملت على إعادة تشكيل المجتمع وعاداته إلى الأسوأ غالبا.

السؤال الرابع:هل ستوجد مراكز التسوق التجارية عام 2050؟

وقد خدم هذا السؤال عدة محاور، تحدث من خلاله الكاتب عن بشاعة هذه المراكز ومدى انتهازها واستنزافها للموارد المالية بدعوى العروض وشراء ما لا يلزم.

السؤال الخامس: هل ستظل الحكومة الفيدرالية تحدد كمية اللحم على البيتزا المجمدة؟

هذا سؤال يستهزئ به الكاتب من قرار وزارة الزراعة الأمريكية حينما حددت كمية اللحم الموضوعة على البيتزا لترشد استهلاك اللحوم.

حيث استنكر المؤلف قائلا:

“هل يُعنى الاقتصاد بقطعة لحم على البيتزا، أم أنه سيقوم بدوره بشكل أكبر في مصائب وكوارث قائمة مثل المخدرات والاحتباس الحراري والإرهاب والتجارة السوداء والأزمات المالية.”

واللافت بالأمر أن كل ما طرحه الكاتب جرى في السنوات اللاحقة لطرح الكتاب -إذا رجعنا بالتاريخ-.

السؤال السادس: هل وجدنا حقا السياسية النقدية المناسبة؟

يقع هذا السؤال أيضا في موضع الاستهزاء وإنكار الضعف المتراكم لدى الاقتصاديين في مناقشة واقعهم وتحليل أسباب أزماتهم.

بل إن الكاتب ذهب ليتحدى فهم مشكلة اقتصادية حدثت منذ عقود طويلة وهي مسألة الكساد العظيم عام 1929.

وأشار بأن كل كاتب حمل تفسيرا مغايرا لتفسير هذه المشكلة، وتسائل عن مدى التعلم من ذلك الدرس القاسي.

السؤال السابع: هل ستصبح النمور الإفريقية شاهدا على حياة البراري أم على قصص نجاح التنمية؟

ولن أفسر هذا السؤال كثيرا، ولكنني سأكتفي بالإشارة إلى مدى أهمية افريقيا لدى دول العالم المتقدم ومدى اهتمامهم بها في المستقبل القريب.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية