شركة AKG العالمية : تاريخ هذه الشركة النمساوية العبقرية

 لقد كان الصوتُ العنصرَ الأول الذي نقل إلى هذا العالم أولَ إشارة لانطلاق ثورة الاتصالات ابتداء من عصر الراديو، وفيما يلي سنتحدث عن واحدة من عباقرة الصوتيات وهي شركة AKG العالمية .

وقد ازدادت الحاجةُ مع مرور الزمن إلى صوتٍ أنقى في كل مرة تتطور فيه وسيطة من وسائل الاتصال والتواصل.

وسنتحدث في هذا المقطع القصير عن شركة AKG العالمية التي يمتد تاريخها إلى نحو خمسة وسبعين عاما، من البداية وحتى الآن.

الدكتور رودولوف جوريك والفيزيائي إرنست بليس

شركة AKG العالمية :

أولا. البداية بعد الحرب العالمية الثانية:

بعد الحرب العالمية الثانية بفترة وجيزة وفي مدينة فيينا النمساوية لاحظ كل من الدكتور رودولوف جوريك والفيزيائي إرنست بليس مدى حاجة الأوروبيين لوجود أي مصدر للإلهاء عن مصاعب الحياة بعد أحداث الحرب.

حيث كانت الأفلام آنذاك من أشهر اشكال الترفيه الشعبية، والتي تم تدمير معظم دور السينما الخاصة بها أو تمت سرقة محتوياتها.

فقام الرجلان بشراء معدات قديمة من مخزن صوتيات مغلق في المجر، وقاما بتعديلها وبيعها إلى دور السينما التي بدأت بالظهور في نهاية الاربعينيات.

وقد كان الرجلان يبادلان معداتهما بالزبدة والسجائر واللحوم الطازجة آنذاك نظرا لعدم قدرة العملاء على الدفع نقدا.

كما كانا ينقلان منتجاتهما عبر الدراجة وحقائب الظهر أو عبر عربات الجر.

المايكروفونات هي اول ما ساعد الشركة في الانطلاق

ثانيا. التصريح الرسمي والانطلاق:

في عام 1946 منحت السلطات للشركاء أول تصريح لهم لممارسة الأعمال التجارية فقاما بإنشاء الشركة الجديدة بشكل رسمي بخمسة موظفين.

كما اقترح  الشريكان عام 1947 اطلاق اسم فوتو فون على الشركة، إلا أن الاسم كان مشابها لاسم الشركات الأخرى.

فاستقرا على تسميتها باسم شركة الصوتيات وأجهزة السينما باللغة الألمانية.

والتي تم اختصارها بالحروف الثلاثة من الكلمة AKG لسهولة النطق.

كما قام جوريك بتصميم الشعار الأول للشركة التي بدأت باطلاق منتجات الصوت، مثل ابواق السيارات، واجهزة الاتصال الداخلي للمنازل والشركات.

إلا أن الخطوة الأولى التي ساهمت في انتشارها، فقد تمثلت بإطلاق أول ميكروفونات DYN المسؤولة عن تضخيم الأصوات وهو ما ساعدها على الانتشار في المحطات الاذاعية ونوادي الموسيقى والمسارح.

وفي عام 1949 قامت الشركة بتقديم المنتج الذي سيصبح أحد أعمدة الشركة الرئيسية لاحقا، وذلك حينما قدمت أول سماعات للرأس K120DYN.

ثم لتقدم الشركة ميكروفون D12، ثم أول مايكروفون يتم التحكم به عن بعد والذي جاء بحجم صغير وهو مايكروفون C12 و D36 الذي غير من تاريخ صناعة الصويتيات.

للدرجة التي دفعت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن تكون أحد أول عملاء الشركة الذين قاموا باستخدام ميكرون C12.

بل إن BBC قامت باستعراض أحد مايكروفونات شركة AKG في احتفالية اليوبيل الماسي لانطلاق الهيئة.

كما ساعد نجاح هذه الأصدارات من المايمكروفونا في انتشار الشركة الجغرافي، حتى وصلت عام 1955 الأراضي الألمانية من خلال شركة سيمنز.

ثم لتنتشر بعد ذلك إلى أوروبا وخارجها، حتى وصل الأمر إلى التصدير لدول أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية.

مايكروفون C12 الذي قدم خدمة جلية للشركة

ثالثا. الانطلاقة الثورية للشركة مع السماعات الرأسية الجذابة:

يُعدُ عام 1959 عاما ثوريا في تاريخ الشركة، حيث قدمت الشركة أول سماعات راس فوق سمعية ذاتِ مظهر فريد وجذاب.

والتي تطورت عبر الزمن حتى أصبحت الأكثر استخداما من قبل الموسيقيين والفنيين المحترفين في استوديوهات التسجيل.

كما أصبحت هذه السماعات أحد الاستخدامات الملحوظة لدى شركة سامسونغ التي تقوم تزويد أجهزة هواتفها الراقية بهذه السماعات الرأسية.

وقد أطلق على هذه الشركة في منتصف القرن الماضي،  اسم شركة الابتكارات على مدار الساعة.

رابعا. التخلص من الجانب المرئي بعد التلفاز:

يعد العام 1965 العام الذي انطلق فيه التلفاز وانتشر في مختلف انحاء العالم، دفع الشركة إلى التركيز على الصوتيات ، واوقفت انتاج اجهزة عرض الأفلام والمعدات البصرية.

وفي عام 1972 قامت الشركة بتقديم جهاز BOX20 الذي اعتبر أول استوديو صوت محمول في العالم، ليساهم في نقل وتغطية الأخبار مع الحفاظ على الصوت في أنقى درجاته.

كما وصلت أعداد براءات الاختراع لهذه الشركة 1000 براءة اختراع في السبعبنيات.

لتتمكن الشركة من التسويق للنفسها من خلال توقيع عقود مع فنانيين عالميين أمثال فرانك سيناترا و روجر ويتاكر وفالكو.

خامسا. خروج الشريك من الشراكة التاريخية:

خرج الشريك بليس في السبعينيات من الشركة، لتأسيس شركة بليس لصناعة البلاستيك، وهي الشركة التي ستصبح بعد ذلك المورد الرئيسي لشركة AKG للأجزاء البلاستيكية القوية لإنتاج كافة منتجات الشركة.

حيث أدى هذا الخروج إلى استحواذ شركة فيلبس النمساوية مع شركة أخرى على غالبية شركة AKG.

وفي الثمانينات كانت هذه الشركة الأولى التي تتقن التكنولوجيا الصوتية الرقمية القادمة، فاستخدامت الميكروفونات الرقمية في اولومبياد موسكو عام 1980.

بينما وفي عام 1984 تم طرح هذه الشركة لللاكتتاب العام لتبدأ عصرا جديدا من النمو العالمي من خلال انشاء شركات تابعة او الاستحواذ على شركات أخرى.

أما في التسعينيات فقد انتقلت الشركة إلى عالم الفضاء، لتصمم منتجات لمشروع الفضاء Audimir وذلك لمحاكاة الغرف أثناء تواجدها في الفضاء الخارجي.

ثم وفي عام 1993 أعلنت  الشركة أول خسارة لها في التاريخ بسبب الركود في بداية التسعينيات، لتنتقل الشركة بعد ذلك بعام إلى ملكية الشركة العالمية للصوتيات التي تقوم بتصميم وتسويق المنتجات الصوتية لمختلف الأجهزة من حولنا.

وقد ذكر الروائي البارز دان براون سماعات AKG في اثنتين من رواياته الأكثر مبيعا حول العالم وهما:

  • رواية شفرة دافنشي.

  • نقطة الخداع.

كما وفرت الشركة عام 2006 الصوتيات الخاصة بكأس العالم التي أقمت في ألمانيا عام 2006.

بينما وفي عام 2010 ، حصلت الشركة على جائزة جرامي الفنية المرموقة لاعمال الشركة العبقرية التي ما زالت تقدم حتى الآن.

يمكنك الاستماع ومشاهدة قصة هذه الشركة من خلال قناة كواليس المال من خلال الضغط هنا.


المصادر التي تم الاعتماد عليها في اعداد هذه المقال:

موقع ويكبيديا

AKG Company

موقع encyclopedia

 

 

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية