محافظة جنين ومكانتها الاقتصادية : محافظة تنتقل من الزراعة نحو الصناعة

تعتبر محافظة جنين إحدى أهم المدن الموجودة في الشمال الفلسطيني، وفيما يلي مقالة عن محافظة جنين ومكانتها الاقتصادية ، بعد عرضٍ مبسط لموقعها وتاريخها بشكل مختصر.


تبعد محافظة جنين عن القدس مسافة 75 كيلو مترا إلى الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، ومرج بن عامر إلى جهة الشمال.

ويشير مصطفى الدباغ في موسوعته “بلادنا فلسطين“، إلى أن جنين الحالية تقوم على البقعة التي كانت عليها مدينة “حين جنَيِّم” العربية الكنعانية بمعنى “عين الجنائن”.

كما قال بأن جنين كانت قرية ذكرت باسم “جيناي” من قرى مقاطعة “سبسطية” في العهد الروماني.

وقد مرَّ بجنين أو بالقرب من جنين، السيدُ المسيح عليه السلام أكثر من مرة، وهو في طريقه من الناصرة إلى القدس، ويقال أنه شفى فيها المجذومين العشرة.

موقع مدينة جنين ومساحتها:

تقع مدينة جنين عند التقاء دائرة عرض 32.28 شمالا وخط طول 35.18 شرقا، وترتفع عن سطح البحر من 125-250 مترا.

وهي بهذا تقع عند النهاية الشمالية لمرتفعات نابلس فوق أقدام الجبال المطلة على سهل مرج بن عامر.

كما تعتبر جنين خطاً لالتقاء بيئات ثلاث، الجبلية والسهلية والغورية، وبهذا أصبحت مركزا لتجمع طرق المواصلات القادمة من نابلس والعفولة وبيسان.

بينما تبلغ مساحة محافظة جنين 583 كيلو مترا مربعا (9.7% من مساحة أراضي الضفة الغربية)، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

مكانة جنين تاريخيا:

ورد اسم جنين بالمخطوطات المصرية القديمة وكذلك البابلية والآشورية وفي التوراة والإنجيل، وفي أسماء مختلفة أطلقت عليها ومنها:

جانيم، وعين جانيم، وجبرين، وجنين وكلها قريبة من معاني الجنائين والبساتين عرفت بكثرة الجنائين والبساتين.

ومدينة جنين هي مدينة كنعانية تم إنشاؤها عام 4250 قبل الميلاد وفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وقد اكتشف الدكتور البرت جلوك عالم الآثار الأمريكي الراحل المنتدب لدى جامعة بيرزيت آثار سورها القديم المعروف بالقلعة.

وقد وقعت جنين في العديد من العصور والعهود؛ حيث تنقلت جنين بين العهد الروماني عام 64 ق.م، وتحديدا في عهد يوليوس قيصر.

ثم انتقلت إلى العهد البيزنطي؛ حيث أقام البيزنطيون فيها كنيسة جينا، والتي عُثر عليها بقرب جامع جنين الكبير.

كما وقعت تحت يد الفرنجة عام 1103م، ليقوم صلاح الدين بتحريرها عام 1187م، ثم عادت لسيطرة الصليبيين عام 1229 واستمر حتى 1244م.

ثم دخلت جنين تحت الحكم العثماني عام 1516، واستمرت تحت هذا الحكم، حتى سقطت فلسطين في عهد الانتداب البريطاني.

وقد عرفت هذه المدينة بأنها شهدت أول قوة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني عام 1935 بقيادة عز الدين القسام.

كما عرفت بالإضراب الكبير عام 1936، واستمر حكم الإنجليز حتى 14 مايو عام 1948.

ثم ألحقت الضفة الغربية بالمملكة الأردنية هاشمية عام 1948، واستمرت جنين كذلك حتى عام 1967، حيث سقطت تحت السيطرة الإسرائيلية.

واستمرت جنين تحت يد الاحتلال الاسرائيلي حتى عام 1996، وهو عام دخول جنين تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية وفقا لاتفاقية أوسلو.

محافظة جنين ومكانتها الاقتصادية :

تعتبر مدينة جنين إحدى المدن الرئيسية في فلسطين، وتمتلك عددا كبيرا من المنشآت الاقتصادية يصل إلى 14,313 منشأة عام 2017، كما وتمتاز بثقل اقتصادي مميز، وهذا لما تتمتع به هذه المدينة من خصائص طبيعية متنوعة.

وفيما يلي ملخص عن النشاط الاقتصادي في محافظة جنين:

أولا. التجارة في محافظة جنين:

تشتهر جنين بأسواقها، حيث السوق الشعبي، وسوق الحلال، وسوق الجملة، وسوق السيباط، وسوق شارع الناصرة، وشارع أبو بكر، وشارع الهلال، وسوق الحسبة القديمة.

كما تحتوي على المحلات التجارية التي تقوم باستقبال عدد كبير من المتسوقين خاصة، فلسطينيي المناطق المحتلة.

ثانيا. الزراعة في محافظة جنين:

يشير الإحصاء الفلسطيني إلى أن الحرفة الرئيسية لسكان جنين، كانت الزراعة، قبل أن تتعرض إلى التراجع بسببين:

  • الأول وهو تنتاقص الأراضي الزراعية بسبب الإجراءات الاسرائيلية.

  • أما السبب الآخر فيعود إلى هجرة الأراضي للعمل في الخارج.

وتشتهر جنين بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية، على رأسها الأشجار المثمرة، والخضروات والحمضيات، كما تشتهر المحافظة منذ عقود بزراعة فاكهة البطيخ بشكل لافت.

ثالثا. الصناعة في محافظة جنين:

اتجهت جنين نحو قطاع الصناعة بعد قدوم السلطة الفلسطينية، وتحديدا الصناعات الخفيفة والمتوسطة، كما تعتبر نقطة وصل بين سكان الضفة وسكان المناطق المحتلة.

ويمكن الإشارة إلى الصناعات الرئيسية في جنين على النحو التالي:

  • الصناعات الزراعية، مثل معاصر الزيتون المطاحن.

  • المحاجر، والكسارات، وصناعة البلاد.

  • صناعات الملابس والأحذية، والخشب والحديد.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية