حل ديفيد روش الرئيس الاستراتيجي في independent Strategy ضيفا على قناة CNBC للإجابة عن تساؤل مطروح بشدة هذه الأيام وهو: هل سيصبح اليوان الصيني عملة الاحتياطي العالمي بديلا من الدولار الأمريكي ؟”
حيث قال روش بأن اليورو حاول قبل ذلك أن يكون عملة الاحتياطي العالمي بدلا من للدولار الأمريكي، إلا أنه فشل في ذلك.
وأضاف:
“ها هو اليورو لا يمثل سوى 18-20% من حجم الدولار الأمريكي في تسعير جميع الأشياء في العالم”.
وتحدث روش عن الشروط النظرية فقط والتي يجب أن تستوفيها العملة لتصبح عملة الاحتياطي العالمي.
منها اشتراط عدم وجود نفوذ وتدخل كبير للنظام السياسي لدولة العملة على النظام المالي، إلى جانب مسألة سيادة القانون.
وهي شروط نظرية إذا عكسناها على عملة الدولار، فالأمر يتعلق بالشروط العملية من حيث قبول وحجم واعتماد التسويات التجارية على العملة.
إلا أنه وسواء في الشروط النظرية أو العملية فإن روش استبعد تحقيق اليوان الصيني لهذه الشروط في القريب العاجل.
بل إن روش استنكر محاولات خلق صورة وهمية عن اليوان في الوقت الحالي، وقال:
“إن اليوان الصيني لا يمثل سوى 2% تسويات التجارة الدولية وحتى أقل إذا وصلت إلى تدفقات الاستثمار المالي”.
أما عن مسألة طرح الصين لعملتها الرقمية وتأثير ذلك على قوة اليوان وهيمنته أمام الدولار الأمريكي، علق روش:
“اليوان الرقمي هو جزء من دفع الصين نحو التحول إلى مجتمع غير نقدي ويتم إصداره والتحكم فيه من قبل البنك المركزي في البلاد”.
وأضاف:
“نعم! ستحدث مثل هذه الظاهرة، ولكنها ستستغرق وقتًا طويلاً جدًا جدًا “
وعلى الرغم من استبعاد روش فكرة أن يكون اليوان الصيني بديلا للدولار الأمريكي وأن يصبح عملة الاحتياطي العالمي، إلا أنه كان واقعيا في التعاطي مع الاقتصادي الأمريكي.
حيث أكد على تراجع اقتصاد أمريكا خلال العقدين الماضيين، إلا أنه تراجع لم يدفعها إلى التخلي عن قيادة الاقتصاد العالمية
هذا الطرح الذي قدمه روش ليس طرحا غريبا على الصين وإدراكها لقوة وهيمنة الدولار الأمريكي على نظام التسويات التجارية العالمية.
بل إن الصين تتعامل بروية وبشكل تدريجي على صعيدها الداخلي لتطوير القدرات للاكتفاء أو الاعتماد على الذات.
أما على الصعيد الخارجي فإنها تتعامل مع الملفات الاقتصادية على وجه التحديد بعقلانية ولغة حوار بشكل اكبر من اللغة الأمريكية.
وفيما يتعلق بمسألة هل سيصبح اليوان الصيني عملة الاحتياطي العالمي بدلا من الدولار الأمريكي، أدعوك لقراءة مقالة بعنوان: “هل ستقود الصين العالم في العام 2021“
Majde Nouri
مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية