وزيرة الخزانة الامريكية تعترف بأن الوضع الاقتصادي الأمريكي ما زال صعبا جدا

أبلغت وزيرة الخزانة الامريكية جانيت يلين أعضاء مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء أنها تتوقع أن يظل التضخم مرتفعا وأن إدارة بايدن ستزيد على الأرجح توقعات التضخم 4.7% لهذا العام في اقتراح ميزانيتها وفقا لما جاء على صفحات رويترز.


وقبل الدخول في التفاصيل، فإن تأثيرات هذه الاعترافات من قبل وزيرة الخزانة، تؤكد على توقع أن يبدأ الدولار الأمريكي بفقد قدرته على مواصلة الارتفاع بعد منتصف العام الحالي، بسبب ما سيكتنفه من تضخم مرتفع وانكماش متوقع.


وخلال جلسة استماع للجنة المالية بمجلس الشيوخ، قالت وزيرة الخزانة الامريكية :

“إن الولايات المتحدة تتعامل مع مستويات تضخم غير مقبولة، لكنها تأمل في أن تبدأ ارتفاعات الأسعار بالانحسار قريبا”.

وقد كان تضخم مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة قد تجاوز 8٪ في الأشهر الأخيرة، وهي أعلى قراءات في أكثر من 40 عامًا.

كما كان أعلى بكثير من توقعات إدارة الرئيس جو بايدن لميزانية يلين المالية 2023.

إلا أن جانيت يلين اعتمدت على مؤشر إيجابي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي باستثناء تكاليف الغذاء والطاقة.

حيث بدأ هذا المؤشر في التباطؤ ، حيث انخفض إلى 4.9٪ في أبريل الماضي.

كما قالت يلين:

“أتوقع أن يظل التضخم مرتفعا على الرغم من أنني آمل بشدة أن ينخفض ​​الآن.”

وعادت يلين لترفض تأكيدات الجمهوريين بأن هذا التخضم كان مدفوعا بخطة التحفيز الأمريكية البالغ قيمتها 1.9 تريليون دولار.

حيث قالت:

“نشهد تضخماً مرتفعاً في جميع البلدان المتقدمة تقريباً حول العالم. ولديهم سياسات مالية مختلفة للغاية، لذلك لا يمكن أن يكون السبب هو أن الجزء الأكبر من التضخم الذي نشهده يعكس تأثير خطة التحفيز”.

ولا تزال إدارة بايدن تضغط من أجل نسخة مخفضة من أجندة الإنفاق الاجتماعي والمناخ المتوقفة، والتي من شأنها أن تقدم ائتمانات ضريبية لتقنيات الطاقة النظيفة وإصلاح تسعير الأدوية.

وقد كررت يلين وجهات نظرها القائلة بأن التضخم كان يغذيه الأمور الآتية:

ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء الناجم عن الحرب الروسية في أوكرانيا.

التحول إلى مشتريات السلع أثناء الوباء.

المتغيرات الجديدة لـفايروس كورونا والاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد.

وتستمر يلين في تقديم إجاباتها على اسئلة صعبة للغاية حول التضخم في جلسة استماع لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب حتى اليوم الأربعاء.

حيث تعرضت يلين لانتقادات شديدة من الجمهوريين بعد اعترافها بأنها كانت مخطئة العام الماضي في توقعها أن التضخم سيكون مؤقتًا وسرعان ما ينحسر. 

بينما أكد على أنها ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، كانا مخطئين حينما وصفوا التضخم بأنه كان انتقاليا ومؤقتا.

وتزامنت هذه التحذيرات مع تحذير رئيس البنك الدولي وموظفيه من تزايد مخاطر الركود التضخمي.

وهي الحالة التي اصطدم العالم بها نهاية سبعينيات القرن الماضي حينما تم رفع اسعار الفائدة.

حيث خفض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي بنحو الثلث إلى 2.9٪ لعام 2022.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية